أصبحت أزمة التلوث البلاستيكي قضية عالمية تهدد صحة الكوكب وصحة الإنسان على حد سواء. يُقترح إعادة التدوير كحل لهذه الأزمة، لكن هناك مخاطر كبيرة ترتبط بالمواد الكيميائية الخطرة الموجودة في البلاستيك والتي قد تنتقل إلى المنتجات المعاد تدويرها دون علم.
التأثيرات الكيميائية للبلاستيك المعاد تدويره
أظهرت دراسة حديثة تأثير المواد البلاستيكية المعاد تدويرها على التعبير الجيني عند الكائنات الحية. في هذه الدراسة، تم شراء كريات بلاستيكية معاد تدويرها من مادة البولي إيثيلين من مناطق مختلفة من العالم وتم غمرها في الماء لمدة 48 ساعة. بعد ذلك، تعرضت يرقات سمك الزرد لهذا الماء لمدة خمسة أيام.
أظهرت نتائج التجربة زيادة في التعبير الجيني المرتبط بعمليات التمثيل الغذائي للدهون، وتكوين الأنسجة الدهنية، وتنظيم الغدد الصماء في اليرقات. هذه النتائج تشير إلى المخاطر التي تشكلها المواد الكيميائية في البلاستيك على الكائنات الحية.
المخاطر الصحية على الإنسان
تشير الأبحاث السابقة إلى أن المواد الكيميائية السامة في البلاستيك قد تؤثر على صحة الإنسان بشكل مشابه، بما في ذلك تهديد الصحة الإنجابية وزيادة خطر السمنة. بعض هذه المواد الكيميائية المستخدمة كإضافات للبلاستيك معروفة بقدرتها على اضطراب الهرمونات، مما يؤثر على الخصوبة وتطور الأطفال ويرتبط ببعض أنواع السرطان واضطرابات الأيض مثل السمنة والسكري.
هذا يعكس التحديات الرئيسية لفكرة إعادة تدوير البلاستيك، حيث أنه لا يمكننا التحكم بشكل كامل في المواد الكيميائية التي قد تنتهي في منتج مصنوع من البلاستيك المعاد تدويره.
التحديات الكيميائية في إعادة التدوير
بالإضافة إلى دراسة تأثير البلاستيك المعاد تدويره على يرقات سمك الزرد، أجرى الباحثون تحليلًا كيميائيًا للمواد المتسربة من الكريات إلى الماء. ووجدوا مجموعة متنوعة من المركبات الكيميائية، لكن الخليط اختلف بين عينات الكريات المختلفة.
تم تحديد مواد كيميائية شائعة في البلاستيك مثل مثبتات الأشعة فوق البنفسجية والملدنات، بالإضافة إلى مواد كيميائية ليست مستخدمة كإضافات بلاستيكية مثل المبيدات الحشرية والأدوية والمواد الحيوية. قد تكون هذه المواد قد تلوثت البلاستيك خلال مرحلة استخدامه الأولى قبل أن تصبح نفايات ويتم إعادة تدويرها.
الدعوة لحظر المواد الكيميائية الخطرة
من المقرر أن يجتمع ممثلو دول العالم في جنيف بسويسرا في أغسطس، في اجتماع تفاوضي عالمي لبحث معاهدة البلاستيك تحت رعاية برنامج الأمم المتحدة للبيئة. يؤكد مؤلفو العمل على ضرورة أن تتضمن المفاوضات أحكامًا لحظر أو تقليل المواد الكيميائية الخطرة في البلاستيك وزيادة الشفافية والإبلاغ على طول سلاسل القيمة للبلاستيك.
لا يمكن إعادة تدوير البلاستيك بطريقة آمنة ومستدامة إذا لم يتم معالجة المواد الكيميائية الخطرة.
الخاتمة
تشير الأبحاث إلى أن معالجة المواد الكيميائية السامة في المواد والمنتجات البلاستيكية عبر دورة حياتها ضرورة ملحة. لا يمكننا إنتاج واستخدام البلاستيك المعاد تدويره بأمان إذا لم نتمكن من تتبع المواد الكيميائية خلال مراحل الإنتاج والاستخدام والنفايات.