تأثير موجات الحرارة على التعليم في المدارس الأمريكية

تعتبر موجات الحرارة من الظواهر المناخية التي تؤثر بشكل كبير على البيئة والإنسان، وخاصة في المدارس التي تفتقر إلى أنظمة التبريد المناسبة. وقد أظهرت الدراسات أن هذه الموجات تؤثر سلبًا على العملية التعليمية للطلاب، حيث يتأثر الأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض والمجتمعات الملونة بشكل غير متناسب بهذه الظاهرة.

دراسة جديدة تسلط الضوء على الفروق الاجتماعية

نشرت دراسة حديثة في مجلة SSM Population Health لأول مرة بيانات توضح الفروقات الاجتماعية في التعرض للحرارة بين المدارس العامة في الولايات المتحدة. وجدت هذه الدراسة أن الطلاب من أصول إسبانية ولاتينية، والأمريكيين الأصليين، وسكان هاواي وغيرهم من سكان جزر المحيط الهادئ، بالإضافة إلى الأطفال الذين يستفيدون من برامج الوجبات المجانية أو المخفضة، يتعرضون بشكل أكبر من أقرانهم البيض والأغنى لأيام الحرارة الشديدة.

توضح الدراسة أن هذه المعلومات قد تكون معروفة بشكل غير رسمي، لكنها الآن موثقة بالأرقام والبيانات، مما يتيح استخدام هذه المعلومات في صياغة وتنفيذ السياسات التي تهدف إلى تقليل تعرض الأطفال لموجات الحرارة، خاصة مع زيادة تواتر وشدة هذه الموجات بسبب التغيرات المناخية العالمية.

آثار الحرارة على التعلم وصحة الطلاب

تشير الأبحاث إلى أن الحرارة تؤثر بشكل كبير على قدرة الأطفال على التعلم، وتقلل من إنتاجيتهم، وتعرضهم لمخاطر صحية مثل ضربة الشمس والجفاف. كما أن إغلاق المدارس بسبب الحرارة يؤثر على قدرة الأطفال على الوصول إلى التعليم، وحتى إلى الوجبات الغذائية التي يحتاجونها.

وتظهر البيانات أن الأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض والمجتمعات الملونة يواجهون مخاطر مضاعفة، حيث أن المدارس التي يدرسون فيها غالبًا ما تفتقر إلى أنظمة تكييف الهواء، ويمتد تأثير الحرارة إلى منازلهم أيضًا.

الفجوات في البنية التحتية للتبريد والاحتياجات المستقبلية

لا تزال هناك فجوات كبيرة فيما يتعلق بجودة وتوفر أنظمة التكييف في المدارس التي تتعرض للحرارة الشديدة. وقد قدرت الحكومة الأمريكية في عام 2020 أن حوالي 36000 مدرسة تحتاج إلى تحديث أنظمة التدفئة والتهوية والتكييف لديها.

مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ستحتاج المدارس إلى مراقبة التغيرات في درجات الحرارة والتكيف معها، خاصة تلك التي تعاني من ضائقة مالية والتي قد تجد صعوبة في تحديث أنظمة التكييف بدون دعم من الحكومة المركزية أو المحلية.

الخاتمة

من الواضح أن موجات الحرارة تشكل تحديًا كبيرًا لقطاع التعليم، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية المناسبة لتكييف الهواء. تشير الدراسات إلى الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات وقائية لتحسين ظروف المدارس وضمان سلامة الطلاب. يجب على الحكومات المحلية والوطنية أن تتعلم من التجارب السابقة وأن تخطط بشكل استباقي لمواجهة هذه التحديات المتزايدة.

Scroll to Top