يُعد الأرز واحدًا من أكثر الأغذية استهلاكًا حول العالم، ويُقبل الكثيرون على تناول الأرز البني نظرًا لفوائده الصحية المتعددة، ولكن هناك مخاوف صحية ظهرت مؤخرًا تتعلق بمستويات الزرنيخ في الأرز البني. في هذا المقال، سنتعمق في استكشاف هذه المسألة ونتائج الدراسات الحديثة التي تبحث في تأثيرات تناول الأرز البني على زيادة التعرض للزرنيخ، وكذلك سنقارن بين الأرز البني والأرز الأبيض من حيث مستويات الزرنيخ وتأثيراتها على الصحة.
مقدمة عن الزرنيخ في الأرز
الزرنيخ هو عنصر طبيعي يوجد في الأرض، ويمكن أن يتحول إلى مادة سامة عندما يدخل في السلسلة الغذائية. يتواجد الزرنيخ في شكلين رئيسيين في البيئة: الزرنيخ العضوي والزرنيخ غير العضوي، والأخير يعتبر الأكثر سمية. يمكن أن يتراكم الزرنيخ في الأرز أكثر من غيره من المحاصيل بسبب طريقة زراعة الأرز التي تتم في الماء، مما يسهل امتصاص الزرنيخ.
على الرغم من أن الجسم يمكنه التعامل مع كميات صغيرة من الزرنيخ، إلا أن التعرض المستمر أو بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومشاكل جلدية، ومضاعفات في الجهاز العصبي.
الأرز البني وتركيز الزرنيخ
يعتبر الأرز البني أكثر صحة من الأرز الأبيض لأنه يحتوي على الألياف والمغذيات الأساسية التي تفقد عند تكرير الأرز وتحويله إلى أرز أبيض. ومع ذلك، يحتفظ الأرز البني بقشرته الخارجية التي تمتص الزرنيخ بكميات أكبر مقارنةً بالأرز الأبيض. وبناءً عليه، فإن تناول الأرز البني قد يؤدي إلى زيادة التعرض للزرنيخ.
تشير الدراسات إلى أن مستويات الزرنيخ في الأرز البني يمكن أن تكون أعلى بمرتين أو أكثر من الأرز الأبيض، مما يعزز القلق بشأن الأثر الصحي لاستهلاكه بانتظام. ومع ذلك، فإن الحد من استهلاك الأرز البني ليس الحل الأمثل نظرًا لفوائده الغذائية العديدة.
الأرز الأبيض مقابل الأرز البني من حيث الزرنيخ
عند مقارنة الأرز الأبيض بالأرز البني، يُظهر الأرز الأبيض مستويات أقل من الزرنيخ لأن عملية تكريره تزيل الطبقات الخارجية حيث يتركز الزرنيخ. ومع ذلك، تؤدي هذه العملية أيضًا إلى فقدان العناصر الغذائية الهامة مثل الألياف والفيتامينات والمعادن.
يوصي بعض الخبراء بتنويع مصادر الكربوهيدرات وعدم الاعتماد على الأرز كمصدر رئيسي لها، وذلك لتقليل التعرض للزرنيخ. بالإضافة إلى ذلك، يمكن اتباع طرق طهي معينة للتقليل من مستويات الزرنيخ في الأرز، مثل نقع الأرز قبل الطهي واستخدام كميات وافرة من الماء أثناء الغليان للسماح بتصريف الزرنيخ.
إرشادات ونصائح لتقليل تعرض الزرنيخ من الأرز
لتقليل تعرض الزرنيخ من الأرز يمكن اتباع بعض النصائح والإرشادات. من أهم هذه النصائح نقع الأرز لعدة ساعات قبل الطهي، وهو ما يساعد في إزالة بعض الزرنيخ. كذلك، يُنصح بطهي الأرز بكمية كبيرة من الماء للسماح للزرنيخ بالتسرب إلى الماء، ثم تصريفه بعد الطهي.
من الجدير بالذكر أن تناول الأرز العضوي لا يعني بالضرورة أنه خالٍ من الزرنيخ، حيث أن الزرنيخ يمكن أن يكون موجودًا في التربة العضوية أيضًا. لذلك، يجب الانتباه إلى مصدر الأرز ومحاولة التنويع في النظام الغذائي بشكل عام.
الخاتمة
في الختام، يُعد الأرز البني مصدرًا غنيًا بالمغذيات وله فوائد صحية متعددة، ولكن التعرض للزرنيخ يظل مصدر قلق يجب أخذه بعين الاعتبار. تشير الدراسات إلى أن الأرز البني يحتوي على مستويات أعلى من الزرنيخ مقارنةً بالأرز الأبيض، ولكن هناك طرقًا يمكن اتباعها للتقليل من هذا التعرض. يُنصح بتنويع النظام الغذائي وعدم الاعتماد بشكل كامل على الأرز كمصدر رئيسي للكربوهيدرات، وكذلك استخدام طرق طهي الأرز التي تساعد على تقليل مستويات الزرنيخ. من المهم أيضًا الانتباه إلى مصادر الأرز والتأكد من أنها آمنة وخالية من التلوث بالزرنيخ قدر الإمكان.