تعد أسنان أسماك القرش من أقوى الأدوات الطبيعية المصممة خصيصًا لقطع اللحم، ومع ذلك، فإن دراسة حديثة أجريت في ألمانيا كشفت عن خطر تعرض هذه الأسنان للتآكل تحت تأثير تحمض المحيطات المتزايد بفعل التغيرات المناخية.
فهم تحمض المحيطات وأسبابه
تحمض المحيطات هو عملية تتسبب في انخفاض قيمة الأس الهيدروجيني للمياه، مما يجعلها أكثر حمضية. يعود السبب الرئيسي لهذا التغير إلى الزيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية. يتوقع العلماء أن ينخفض الأس الهيدروجيني للمحيطات من متوسط 8.1 حاليًا إلى 7.3 بحلول عام 2300، مما يعني أن المياه ستصبح أكثر حمضية بنحو عشرة أضعاف.
هذا التغير في كيمياء المحيطات لا يؤثر فقط على الكائنات الحية البحرية ولكن يمتد تأثيره ليشمل هياكلها البيولوجية مثل الأسنان والعظام.
دراسة حالة أسنان أسماك القرش
في هذه الدراسة، قام الباحثون بجمع أكثر من 600 سن مستخرج من أسماك القرش السوداء الموجودة في حوض مائي. تم اختيار 16 سنًا سليمة للاختبار حيث تم تعريضها لبيئات حمضية مختلفة لمدة ثمانية أسابيع.
أظهرت النتائج أن الأسنان التي تعرضت لمياه أكثر حمضية كانت أكثر عرضة للتلف، حيث لوحظت تشققات وثقوب وتآكل في الجذر وتدهور في الهيكل السطحي.
آثار التآكل على قدرة أسماك القرش على البقاء
اعتبرت الدراسة أن تلف الأسنان قد يؤثر بشكل كبير على قدرة أسماك القرش على صيد الفرائس والبقاء على قيد الحياة. فمع التغيرات في سطح الأسنان، قد تتحسن كفاءة القطع، لكنها تصبح أضعف وأقل قدرة على التحمل.
تعتبر أسماك القرش من الكائنات التي تحتاج إلى فتح أفواهها باستمرار للتنفس، مما يعرض أسنانها بشكل مستمر للمياه المحيطة. ومع تزايد حموضة المحيطات، تزداد احتمالية تعرض هذه الأسنان للتآكل.
التحديات المستقبلية والبحوث المطلوبة
أشار الباحثون إلى أن الدراسة ركزت على الأنسجة المعدنية غير الحية فقط، بينما قد تكون هناك عمليات إصلاح تحدث في الكائنات الحية. إلا أن تكاليف الطاقة اللازمة لإصلاح الأسنان في مياه حمضية قد تكون مرتفعة.
كما أن هناك حاجة إلى دراسات مستقبلية لفهم التغيرات الكيميائية والميكانيكية التي قد تحدث في أسنان أسماك القرش الحية وتأثيراتها على قدرتها على البقاء.
الخاتمة
تشير الدراسة إلى أن تغير المناخ وتحمض المحيطات يمكن أن يكون له تأثيرات كبيرة على النظام البيئي البحري، حيث يمكن أن يؤدي إلى ضعف في أدوات الصيد الطبيعية التي تعتمد عليها الكائنات البحرية للبقاء. يمثل الحفاظ على الأس الهيدروجيني الحالي للمحيطات أمرًا حيويًا للحفاظ على سلامة هذه الأدوات البيولوجية.


