تأثير النشاط البشري على أسماك قرش الحوت في إندونيسيا

كشف فريق دولي من الباحثين عن تأثير النشاط البشري على أسماك قرش الحوت في منطقة رأس الطائر البحرية قبالة سواحل غرب بابوا الإندونيسية. حيث أظهرت الدراسة أن 62% من أسماك قرش الحوت تعاني من ندوب وإصابات ناتجة عن أسباب بشرية يمكن تجنبها، مما يستدعي اتخاذ إجراءات بسيطة لتقليل هذا العبء على هذه الكائنات البحرية الرقيقة.

تصادمات القوارب وندوب قرش الحوت

أوضح الدكتور إيدي سيتياوان، العالم الرائد في معهد إيلاسموبرانش بإندونيسيا، أن معظم الندوب والإصابات كانت نتيجة أسباب بشرية مثل الاصطدام بالمنصات التقليدية للصيد المعروفة باسم “باغان” وقوارب السياحة المخصصة لمشاهدة أسماك قرش الحوت. كانت الخدوش الطفيفة غير الضارة هي الأكثر شيوعًا، بينما كانت الإصابات الخطيرة الناجمة عن هجمات المفترسات الطبيعية أو مراوح القوارب أقل شيوعًا بكثير.

أشار الباحثون إلى أن الأسماك الرقيقة تتعرض لهذه الإصابات نتيجة الاحتكاك المتكرر مع هذه المنصات أو القوارب، مما يسبب في كثير من الأحيان أضرارًا للشباك.

دراسة توزع أسماك قرش الحوت

بين عامي 2010 و2023، قام الباحثون بدراسة توزع أسماك قرش الحوت في خليج سيندراواسيه وكايامانا وراجا أمبات وفاكفاك داخل منطقة رأس الطائر البحرية، والتي تحتوي على 26 منطقة محمية بحرية وتعد موطنًا للتنوع البيولوجي البحري.

تمكن الباحثون من تحديد كل سمكة قرش حوت فردية باستخدام الصور الفوتوغرافية التي التقطها العلماء والمواطنون المهتمون، وذلك بفضل النمط الفريد للبقع البيضاء والخطوط التي تتميز بها كل سمكة. تم تسجيل تفاصيل مثل تاريخ ووقت كل مشاهدة، والإحداثيات الجغرافية، والجنس، وحالة النضج، والحجم، والسلوك، وأي إصابات مرئية.

السلوك والإقامة

خلال هذه الفترة، تم مشاهدة 268 سمكة قرش حوت فريدة، حيث ظهرت 98% منها في خليج سيندراواسيه وكايامانا. كانت معظم مشاهدات أسماك قرش الحوت بالقرب من الباغان، حيث تتغذى عادة على أسماك الطعم مثل الأنشوجة والرنجة. كانت غالبية الأسماك التي تمت مشاهدتها من الأحداث بطول يتراوح بين أربعة وخمسة أمتار، بينما كانت 90% منها ذكورًا.

52.6% من أسماك قرش الحوت تمت إعادة مشاهدتها مرة واحدة على الأقل، واحتفظت إحداها برقم قياسي حيث تمت مشاهدتها 34 مرة خلال ثلاث سنوات.

حماية أسماك قرش الحوت

مع زيادة السياحة المتعلقة بمشاهدة أسماك قرش الحوت، يتوقع الباحثون أن يزداد خطر الإصابات الناجمة عن الباغان والقوارب في المستقبل ما لم تتخذ خطوات بسيطة لحمايتها. يهدف الباحثون إلى التعاون مع السلطات المسؤولة عن إدارة المناطق البحرية المحمية لتطوير لوائح تتطلب تعديلات بسيطة على الباغان، بما في ذلك إزالة الحواف الحادة من أطراف القوارب وإطارات الشباك.

الخاتمة

تظهر الأبحاث الحديثة مدى تأثير النشاط البشري على أسماك قرش الحوت في منطقة رأس الطائر الإندونيسية، مما يسلط الضوء على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لحمايتها. من خلال التعاون بين الباحثين والسلطات المحلية، يمكن تعديل عادات الصيد التقليدية لتقليل الإصابات والندوب التي تسببها الأنشطة البشرية، مما يعزز حماية هذه الكائنات البحرية الثمينة.

Scroll to Top