تُعد منطقة كلاريون كليبرتون في المحيط الهادي الشرقي منطقة واسعة من المحيط العميق والجبال البحرية. تسعى شركة كندية تُسمى شركة المعادن لاستكشاف أجزاء من هذه المنطقة بحثاً عن العُقد متعددة المعادن. لكن، كشفت دراستان جديدتان عن وجود الحيتان والدلافين، بما في ذلك حوت العنبر المهدد بالانقراض، في هذه المنطقة، مما يثير القلق حول تأثيرات التعدين على مجموعة واسعة من الأنواع البحرية.
الأهمية البيئية لمنطقة كلاريون كليبرتون
تمثل منطقة كلاريون كليبرتون نظامًا بيئيًا بالغ الأهمية، حيث تضم تنوعًا كبيرًا من الكائنات البحرية التي تعيش في أعماق البحار. توضح الدكتورة كريستين يونغ من جامعة إكستر أن هذه الأنظمة البيئية بعيدة جداً عن الشواطئ وتحتوي على مياه عميقة جداً، مما يجعل فهمها معقداً. الكثير من الأنواع الموجودة هنا تعيش لفترات طويلة وتنمو ببطء، خاصة تلك التي تعيش على قاع البحر.
يشير البحث إلى أن التعدين في قاع البحر قد يكون له تأثيرات سلبية على هذه الأنواع وعلى الأنظمة البيئية الأوسع، حيث لم تُدرس سوى 35% من التصنيفات الطائفة الموجودة في هذه المنطقة فيما يتعلق بتأثير الضوضاء عليها.
التأثيرات السلبية للضوضاء الناتجة عن التعدين
من بين التأثيرات البيئية المثيرة للقلق هي الضوضاء الناتجة عن عمليات التعدين، والتي يمكن أن تنتقل لمسافات كبيرة تحت الماء عبر ما يُعرف بقناة السوفر. تقول الدكتورة يونغ أن الضوضاء يمكن أن تعبر مئات الكيلومترات، مما يعرض الحيتان والدلافين لمصادر متعددة من الضوضاء عبر عمود المياه.
وتشير الدراسات إلى أن الأسماك الصوتية، التي تعتمد على التواصل الصوتي، هي عرضة بشكل خاص للضوضاء. التعرض المستمر للضوضاء الناتجة عن التعدين قد يؤدي إلى عواقب بيئية متسلسلة، تعطل السلوكيات الأساسية لهذه الكائنات.
نتائج دراسة الحيتان والدلافين
أجرت دراسة استطلاعية للحيتان والدلافين من على متن سفينة جرينبيس “آركتيك صنرايز”، حيث جرت عمليات الرصد البصري والصوتي على مدى 13 يوماً، وتم تسجيل 74 كشفاً صوتياً وستة مشاهدات.
شملت هذه الكشوفات وجود حوت العنبر ودلافين ريسو ودلافين شائعة و70 مجموعة من الدلافين التي لم يتم تحديد نوعها بالضبط. تشير الدكتورة يونغ إلى أن الضوضاء المحيطية المستمرة يمكن أن تحجب التواصل الاجتماعي والغذائي للحيتان، وقد تؤدي إلى نزوحها عن موائلها الحيوية.
الخاتمة
تظهر الدراسات أن منطقة كلاريون كليبرتون تحتوي على تنوع بيولوجي مهم، حيث تعيش فيها أنواع مهددة بالانقراض مثل حوت العنبر. التعدين في هذه المنطقة قد يشكل تهديدًا كبيرًا لهذه الأنواع والأنظمة البيئية الأوسع. من المهم تقييم المخاطر المحتملة بشكل عاجل قبل السماح ببدء أي عمليات تعدين تجارية. توضح هذه الدراسات أن الضوضاء الناتجة عن التعدين يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأنواع البحرية، وتُظهر الحاجة إلى حماية هذه المنطقة من العمليات الصناعية التي قد تضر بالتوازن البيئي للأعماق البحرية.