في دراسة حديثة نشرت في مجلة “Nature Communications”، قام الباحثون بجمع عينات من المياه وأسماك البعوض من الأراضي الرطبة التي تغذيها القنوات الزراعية. ووجدوا أن جريان الكبريت يمكن أن يزيد بشكل كبير من تركيزات الميثيل الزئبقي في الأسماك، مما يشكل خطرًا على صحة الإنسان والحياة البرية. يتم تطبيق الكبريت على التربة القلوية في جنوب فلوريدا لتحسين مستويات الحموضة وزيادة توفر العناصر الغذائية لنباتات قصب السكر.
الميثيل الزئبقي وتأثيره على الصحة
الميثيل الزئبقي هو مادة سامة للأعصاب تشكل مشكلة كبيرة لأنها تستطيع اختراق الحاجز الدموي الدماغي، مما يسمح لها بالدخول إلى الجهاز العصبي المركزي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للميثيل الزئبقي عبور الحاجز المشيمي، مما يعني أنه يمكن أن يؤثر على تطور الجنين. وفقًا لبريت بولين، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ مساعد في قسم علم السموم البيئية بجامعة كاليفورنيا، يمكن أن يؤثر الميثيل الزئبقي على الإدراك والتطور، ويعتبر جزءًا من المشاكل التي يمكن تجنبها إلى حد ما إذا تم اتخاذ الإجراءات المناسبة لتقليل مستويات الزئبق في الأسماك في الأراضي الرطبة المدارة.
التلوث بالكبريت في منطقة إيفرجلاديس
تم العثور على تلوث بالكبريت في أكثر من 60% من منطقة إيفرجلاديس، وهي واحدة من أكبر النظم البيئية في العالم. يعتقد الباحثون أن تقليل استخدام الكبريت في الزراعة يمكن أن يقلل بسرعة من مستويات الزئبق في الأسماك، مما يوفر حلاً محليًا لهذه المشكلة. يشير الكاتب الرئيسي إلى أن هناك علاقة سببية واضحة بين مدخلات الكبريت وتشكيل الميثيل الزئبقي وتراكمه في الأسماك.
الإجراءات المحلية والدولية
على الرغم من اعتماد اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق من قبل الأمم المتحدة في عام 2013 للحد من انبعاثات الزئبق، إلا أن العملية لا تزال بطيئة وغير مؤكدة. على الصعيد المحلي، يمكن أن تساهم ممارسات الإدارة المستدامة في تقليل استخدام الكبريت في الزراعة، مما يساعد في تقليل تلوث الميثيل الزئبقي في النظم البيئية المحلية.
من جهة أخرى، لا تقوم وكالة حماية البيئة الأمريكية بتنظيم الكبريت بنفس الطريقة التي تنظم بها الأسمدة الأخرى مثل النيتروجين أو الفوسفور، مما يجعل الحاجة إلى تدخل محلي أكثر إلحاحًا.
الخاتمة
تشير الدراسة إلى أن استخدام الكبريت في الزراعة يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في مستويات الميثيل الزئبقي في الأسماك، مما يشكل خطرًا على الصحة العامة والحياة البرية. يمكن تقليل هذا الخطر من خلال تقليل استخدام الكبريت في الزراعة واتخاذ إجراءات محلية ودولية لضمان استدامة النظم البيئية. يمثل دراسة تأثيرات الكبريت والميثيل الزئبقي دعوة للعمل من أجل حماية الصحة العامة والبيئة.


