أصبحت العدالة المناخية من المواضيع البارزة في الأجندة الدولية، حيث يتزايد الوعي حول أهمية توزيع الجهود المناخية بشكل عادل بين الدول المتقدمة والنامية. يركز الباحثون على ضرورة احتساب المسؤوليات التاريخية والقدرة المالية للدول عند تحديد حصصها في الانبعاثات الكربونية، مما يعكس التزامًا حقيقيًا بتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
التقييمات السابقة والمقترحات الجديدة
يجادل الباحثون بأن التقييمات السابقة للعدالة والطموح كانت متحيزة لأنها بدأت من معايير متغيرة لانبعاثات متزايدة. تقترح الدراسة الجديدة طريقة لتجنب تأخير الالتزام بخفض الانبعاثات، وحساب فجوة الطموح الفورية التي يمكن ملؤها بالإجراءات المناخية والتمويل الدولي.
تؤكد الدراسة أن الأهداف المناخية المتفاوض عليها لا تزال غير كافية، مما يبرز الدور المتزايد للمحاكم في ضمان الوفاء بالالتزامات المناخية وحقوق الإنسان. تشدد الدراسة على أن الدول ذات الانبعاثات العالية، وخاصة دول مجموعة السبع وروسيا والصين، تحتاج إلى بذل المزيد من الجهود نظرًا للمسؤولية التاريخية والقدرة المالية المختلفة بشكل كبير بين الدول.
توزيع الحصص الكربونية على أساس المسؤولية التاريخية
يعتمد تخصيص الانبعاثات العادل على توزيع الميزانية الكربونية العالمية بين الدول بناءً على مبادئ مثل المسؤولية التاريخية والقدرة والاحتياجات التنموية. بموجب اتفاقية باريس، تشير هذه التخصيصات إلى ما يجب أن تلتزم به كل دولة للحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية والبقاء دون 2 درجة مئوية بكثير.
تحذر الدراسة من أنه من خلال احتساب كل تقييم للطموح والعدالة من الوضع الحالي، نسمح للدول الكبرى الملوثة بالتنصل من المسؤولية. يقترح الباحثون حساب تخصيصات الانبعاثات العادلة على الفور بناءً على مساهمات كل دولة التاريخية في التغير المناخي وقدرتها على التصرف. تعني المسؤولية الفورية وضع أساس جديد سيغير مسارات الانبعاثات لبعض الدول بشكل مفاجئ ودراماتيكي بدلاً من اتباع انخفاض سلس.
دور المحاكم في التقاضي المناخي
أصبحت دراسات الحصص العادلة مثل هذه مستخدمة بشكل متزايد في التقاضي المناخي، مثل قضية كبار المواطنين في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. اعترفت المحكمة بأن العمل المناخي الوطني غير الكافي يشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان، وأن الدول يجب أن تبرر كيف أن تعهداتها المناخية تمثل مساهمة عادلة وطموحة في الأهداف العالمية.
تعتمد المحاكم على هذه التقييمات لتقييم ما إذا كانت الأهداف الوطنية للانبعاثات كافية وعادلة. وبالتالي، تلعب المحاكم دورًا رئيسيًا في ضمان المساءلة وتعزيز التعاون بشكل غير مباشر عندما تفشل المفاوضات السياسية والدبلوماسية.
الخاتمة
حل الأزمة المناخية هو واجب أخلاقي طالما أكده نشطاء العدالة المناخية والعلماء. توضح الدراسة كيف أن الجهود المناخية الفورية والتمويل هما مفتاح التوافق مع الاتفاقيات الدولية للحد من الاحترار العالمي. إن التوزيع العادل للجهود من المرجح أن يؤدي إلى نتائج أكثر طموحًا على الصعيد العالمي.