تشير دراسة دولية حديثة إلى أن أشجار التنوب تحتفظ بذكريات قديمة عن بيئتها وتقوم بالتواصل مع بعضها البعض في الساعات التي تسبق الكسوف الشمسي. وقد أُجريت هذه الدراسة في غابات جبال الدولوميت في إيطاليا باستخدام مستشعرات متقدمة لقياس الاستجابات الحيوية الكهربائية للأشجار.
التعاون بين فرق البحث الدولية
شارك في الدراسة فريق متعدد التخصصات من الباحثين من إيطاليا والمملكة المتحدة وإسبانيا وأستراليا. قاموا بتطوير مستشعرات خاصة ووضعوها عبر إحدى غابات جبال الدولوميت. ساهمت هذه المستشعرات في تسجيل ردود الفعل الحيوية الكهربائية المتزامنة من أشجار التنوب.
تظهر نتائج الدراسة أن النشاط الكهربائي للأشجار أصبح أكثر تزامناً بشكل كبير قبل وأثناء الكسوف، مما يشير إلى أن الغابة تعمل كنظام حي موحد.
أهمية الأشجار القديمة في النظام البيئي
توضح الدراسة أن الأشجار القديمة في الغابة كانت لها استجابة مبكرة وأكثر وضوحاً للكسوف، مما يشير إلى أن هذه الأشجار تحتفظ بذكريات قديمة يمكنها الوصول إليها. عند اقتراب الأحداث، تقوم الأشجار القديمة بـ”تذكر” هذه الأحداث وتنبيه الأشجار الأصغر سناً.
تؤكد الباحثة المشاركة مونيكا غاليانو من جامعة ساوثرن كروس في أستراليا على أهمية هذه الاكتشافات في تقديم فهم أعمق لدور الأشجار القديمة في الحفاظ على التوازن البيئي.
التناغم البيئي واستخدام النظريات المتقدمة
أوضح الباحث أليساندرو كوليوريو من المعهد الإيطالي للتكنولوجيا أن تطبيق طرق تحليلية متقدمة، بما في ذلك قياسات التعقيد ونظرية الحقل الكمي، ساعد في كشف تناغم ديناميكي أعمق وغير معترف به سابقًا، لا يعتمد على تبادل المواد بين الأشجار.
هذا الاكتشاف يعزز الفهم العلمي لكيفية عمل الغابات كنظام متكامل، حيث تلعب الأشجار القديمة دورًا محوريًا كخزائن للذاكرة البيئية.
الخاتمة
تسلط هذه الدراسة الضوء على الدور الحاسم للأشجار القديمة في النظم البيئية، حيث تعمل كأعمدة لاستدامة النظام البيئي من خلال الاحتفاظ بالمعرفة البيئية ونقلها. إن فهم هذه الديناميكيات يساعد في تعزيز الجهود المبذولة لحماية الغابات القديمة وضمان استمرارية التنوع البيئي. نشرت الدراسة في مجلة العلوم المفتوحة للجمعية الملكية، ومن المتوقع أن يساهم الفيلم الوثائقي “Il Codice del Bosco” في نشر هذه النتائج بشكل أوسع.