في الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية، قد يبدو من المفاجئ أن الأرض تكون في أبعد نقطة لها عن الشمس في الفضاء. هذا التباين بين الحرارة والمسافة يقدم لنا فرصة لفهم المزيد عن حركة الأرض وتأثيرها على المناخ.
الأوج: أبعد نقطة عن الشمس
يُطلق على النقطة التي تكون فيها الأرض في أبعد مسافة من الشمس اسم الأوج. في هذا العام، يُتوقع أن تصل الأرض إلى هذه النقطة في الثالث من يوليو، حيث ستكون المسافة حوالي 94,502,939 ميل (152,087,738 كم) من الشمس. هذه المسافة تجعل الشمس تبدو أقل سطوعًا بنسبة 6.55٪ مقارنة بشهر يناير عندما تكون الأرض في نقطة الحضيض، وهي الأقرب إلى الشمس.
وفقًا لقوانين كبلر لحركة الكواكب، فإن الكواكب تتحرك ببطء عند ابتعادها عن الشمس. وبالتالي، فإن الأرض في الأوج تتحرك بسرعة أقل من 18 ميل في الثانية مقارنة بأكثر من 19 ميل في الثانية في الحضيض.
الفرق بين الميل والمسافة
قد يظن البعض أن قرب الأرض أو بعدها عن الشمس هو العامل الأساسي لتحديد درجات الحرارة، لكن الحقيقة أن ميل محور الأرض هو العامل الأهم. يميل محور الأرض بزاوية 23.5 درجة، مما يؤثر على زاوية سقوط أشعة الشمس وطول النهار في المناطق المختلفة.
في أماكن مثل نيويورك، يكون تأثير أشعة الشمس أكثر مباشرة خلال الانقلاب الصيفي، مما يؤدي إلى زيادة الحرارة. بينما في الانقلاب الشتوي، تأتي الأشعة بزاوية مائلة، مما يقلل من الحرارة.
الحرارة العالية في الولايات المتحدة
تشير التوقعات إلى ارتفاع درجات الحرارة في الولايات المتحدة إلى ما فوق 90 درجة فهرنهايت في العديد من المناطق الجنوبية. تتضمن هذه المناطق الولايات الممتدة من الساحل الأوسط الأطلسي وحتى الجنوب الغربي الصحراوي، حيث قد تصل درجات الحرارة في بعض الأماكن إلى 110 درجة فهرنهايت.
تشمل هذه الموجة الحارة ولايات كاليفورنيا (باستثناء المناطق الساحلية)، نيفادا، الأجزاء الوسطى والشرقية من أوريغون وواشنطن، ومعظم مناطق إيداهو. في حين من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 100 درجة في جنوب غرب تكساس، جنوب وغرب أريزونا، جنوب نيفادا وجنوب شرق كاليفورنيا.
الخاتمة
على الرغم من أن الأرض تكون في أبعد نقطة لها عن الشمس في الأوج، إلا أن الميل المحوري للأرض هو العامل الأساسي الذي يؤثر على درجات الحرارة. من خلال فهم هذه الديناميات الفلكية، يمكننا تقدير كيفية تأثيرها على مناخ كوكبنا. تبقى هذه الحقائق درسًا في كيفية عمل الأرض والشمس معًا لتحديد أحوال الطقس لدينا.