أثار اختفاء تقارير المناخ الوطنية من الإنترنت جدلاً واسعاً في الأوساط العلمية والسياسية. ترتبط هذه التقارير بتغيرات المناخ وتأثيراتها على الولايات المتحدة، وقد أثارت إزالتها تساؤلات حول نوايا الإدارة الأمريكية الحالية تجاه البحث العلمي والمناخي.
تاريخ التقارير المناخية الوطنية
تعتبر التقارير المناخية المعروفة باسم “التقييمات المناخية الوطنية” من أهم الوثائق التي تصدر دورياً عن البرنامج الأمريكي العالمي لتغير المناخ. هذه التقارير تقدم تحليلاً شاملاً للمخاطر التي يواجهها الولايات المتحدة بسبب التغيرات المناخية، وقد حذرت آخر نسخة منها في عام 2023 من العواقب الكارثية المحتملة إذا استمرت درجات الحرارة العالمية في الارتفاع.
منذ إنشائها، كانت هذه التقارير تمثل مرجعاً أساسياً لصناع القرار والعلماء على حد سواء لفهم التغيرات المناخية وتوجيه السياسات العامة لمواجهتها.
ردود الفعل العلمية والسياسية
أثار اختفاء هذه التقارير موجة من الانتقادات من قبل المجتمع العلمي. حيث أعرب العلماء عن قلقهم من احتمال أن يكون هذا الإجراء جزءاً من خطة أكبر لإضعاف الأبحاث العلمية المتعلقة بالمناخ. كتب العالم السابق في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، هايلي كريم، منشوراً معبراً عن استيائه من هذا الإجراء، معتبراً إياه محاولة لمحو العلم الفيدرالي بشكل منهجي.
كما عبرت كاثرين هايو، العالمة المناخية في جامعة تكساس، عن قلقها من أن غياب هذه التقارير يخالف المبادئ الفيدرالية التي تستوجب أن تكون هذه الوثائق متاحة رقمياً.
السياسات الحكومية وتأثيرها على البحث العلمي
تتوافق إزالة الموقع الإلكتروني للبرنامج الأمريكي العالمي لتغير المناخ مع الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها إدارة ترامب تجاه الأبحاث المناخية. إذ قامت الإدارة بإجراء تغييرات جذرية في الهيئات الفيدرالية المتعلقة برصد ودراسة ظاهرة الاحتباس الحراري، مثل إقالة آلاف الموظفين وتجميد المنح المتعلقة بالمناخ.
تعتبر هذه الخطوات جزءاً من خطة أوسع تعرف باسم “مشروع 2025″، وهي مبادرة تهدف إلى إعادة تشكيل البرنامج المناخي الوطني بما يتماشى مع رؤى الإدارة الجديدة.
الخاتمة
في الختام، يشير اختفاء التقارير المناخية الوطنية إلى توجهات جديدة في السياسة الأمريكية تجاه المناخ والبحث العلمي. على الرغم من الانتقادات الواسعة من قبل المجتمع العلمي، يبقى المستقبل مجهولاً فيما يتعلق بكيفية تعامل الإدارة مع تقارير المناخ المستقبلية وأهمية الحفاظ على الشفافية في نشر المعلومات المناخية لصالح المجتمع والعالم.