ابتكار مواد إسفنجية جديدة لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية

في ظل التحديات البيئية المتزايدة، يبحث العلماء باستمرار عن حلول مبتكرة ومستدامة لتنقية وتحلية المياه. إحدى التطورات الحديثة في هذا المجال هو استخدام المواد الإسفنجية التي تعتمد على الطاقة الشمسية لتنقية المياه بكفاءة وفعالية. في هذا المقال، سنستعرض كيفية تطوير هذه المواد وأهميتها في توفير مياه نظيفة باستخدام الطاقة المتجددة.

التكنولوجيا وراء المواد الإسفنجية

لطالما كانت المواد الإسفنجية موضوع بحث مكثف نظرًا لقدرتها على معالجة المياه بطرق مبتكرة. تعتمد هذه المواد على تصميم خاص يمكنها من استخدام ضوء الشمس كمصدر للطاقة. تمثل الهياكل الإسفنجية، مثل الهيدروجيل والأيروجيل، تقنيات أساسية في هذا السياق، حيث تم استخدامها في تجارب مختلفة على مياه ملوثة.

لكن الأيروجيل يتميز بخاصيته الصلبة مقارنة بالهيدروجيل السائل، مما يتيح له نقل المياه بشكل أكثر فعالية. على الرغم من ذلك، كانت هناك تحديات تتعلق بأداء الأيروجيل في عملية التبخير، خاصة مع زيادة حجم المادة.

ابتكار جديد في تصميم الأيروجيل

قام فريق بقيادة الباحث Xi Shen بتطوير أيروجيل جديد باستخدام ألياف الكربون النانوية وألياف السليلوز الدقيقة. تم طباعة هذا الخليط ثلاثي الأبعاد على سطح مجمد، مما سمح بترسيب كل طبقة قبل إضافة الطبقة التالية. نتج عن هذه العملية مادة إسفنجية تحتوي على ثقوب عمودية دقيقة.

تم اختبار هذه المادة بأحجام مختلفة، ووجد أن القطع الكبيرة منها تمكنت من تبخير المياه بكفاءة مماثلة للقطع الصغيرة، مما يعزز من قدرتها على تحلية كميات كبيرة من المياه دون فقدان الكفاءة.

تجربة الهواء الطلق ونتائجها

في تجربة ميدانية، تم وضع المادة الإسفنجية في كوب يحتوي على ماء البحر. غطيت المادة بغطاء بلاستيكي شفاف منحني، حيث يعمل ضوء الشمس على تسخين سطح المادة الإسفنجية، مما يؤدي إلى تبخير المياه فقط دون الملح. تجمع البخار على الغطاء البلاستيكي وتحول إلى ماء سائل نظيف.

استغرقت العملية حوالي 6 ساعات تحت أشعة الشمس الطبيعية، وأنتجت ثلاثة ملاعق كبيرة من الماء الصالح للشرب. هذه النتيجة تبرز الإمكانات الكبيرة لاستخدام هذه التقنية في المناطق التي تعاني من نقص المياه.

الخاتمة

تعد المواد الإسفنجية الجديدة التي تم تطويرها خطوة كبيرة نحو إيجاد حلول مستدامة لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية. بفضل تصميمها الفريد وكفاءتها العالية، يمكن لهذه المواد أن توفر مياه نظيفة بطريقة بسيطة وقابلة للتوسيع دون الحاجة إلى طاقة إضافية. إن هذا الابتكار يفتح آفاقًا جديدة في مجال معالجة المياه باستخدام الطاقة المتجددة، مما يسهم في تحسين جودة الحياة في العديد من المناطق حول العالم.

Scroll to Top