أهمية البيانات الميكروويفية في التنبؤ بالأعاصير وتأثير فقدانها

تعد التنبؤات الجوية الدقيقة للأعاصير أمرًا حيويًا للسلامة العامة، خاصةً في المناطق الساحلية المعرضة لخطر الأعاصير. ومع ذلك، فإن فقدان مصدر رئيسي للبيانات الميكروويفية يشكل تحديًا كبيرًا لهذا الجهد. يتم الحصول على هذه البيانات من الأقمار الصناعية التي تراقب الأرض وتوفر معلومات قيمة حول الهيكل الداخلي للعواصف.

ما هي البيانات الميكروويفية وكيف تُستخدم في التنبؤ بالأعاصير؟

الأقمار الصناعية تدور حول الأرض وتجمع البيانات بأطوال موجية مختلفة من الضوء، بما في ذلك الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء والميكروويف. لكل نوع من هذه الأطوال الموجية دور في توفير معلومات مختلفة. بالنسبة لمعظم الناس، فإن الصور المألوفة للأعاصير تأتي من الجزء المرئي من الطيف الكهرومغناطيسي، ولكن العواصف أيضًا تُصدر موجات ميكروويفية. هذه الموجات الطويلة قادرة على اختراق قمم السحب، مما يسمح للخبراء برؤية التغيرات في عين الإعصار وجدار العين، وهي المناطق التي تشكل القوة الأكبر للعاصفة.

تعتبر هذه البيانات حيوية لمراقبة العواصف ليلاً، عندما تكون الصور المرئية غير متاحة. تسمح القدرة على مراقبة العاصفة طوال الليل بتجنب ما يسمى بـ”مفاجأة الفجر”، حيث يستيقظ العلماء ليكتشفوا أن العاصفة قد ازدادت قوة أو تنظيمًا.

أهمية البيانات الميكروويفية في اكتشاف التغيرات السريعة

تُعد بيانات الميكروويف أداة مهمة لاكتشاف التغيرات السريعة في الأعاصير، وهي حالة عندما تزيد سرعة الرياح بمقدار لا يقل عن 35 ميلاً في الساعة خلال 24 ساعة. باستخدام هذه البيانات، يمكن للخبراء رصد هذه العملية وتحذير الناس بشكل أسرع من الطرق الأخرى. كان هذا هو الحال مع إعصار أوتيس في عام 2023، الذي كان أول إعصار من الفئة الخامسة في المحيط الهادئ يصل إلى اليابسة.

كما أن هذه البيانات مفيدة للغاية في تحديد مركز العواصف الأضعف التي تفتقر إلى عين مركزية واضحة وجدار عين. يمكن أن تحجب السحب العالية في الغلاف الجوي مكان دوران السحب المنخفضة في الصور المرئية. تحديد مركز العاصفة مهم لتحسين دقة نماذج التنبؤ بتوجهات العاصفة.

التحديات المرتبطة بفقدان البيانات الميكروويفية

تأتي البيانات الميكروويفية من أجهزة استشعار خاصة على الأقمار الصناعية في مدار منخفض حول الأرض. ومع ذلك، فإن هذه الأقمار الصناعية ترى جزءًا أقل من الأرض في أي وقت معين مقارنة بالأقمار الصناعية الجغرافية الثابتة، مما يعني الحاجة إلى عدد أكبر منها لمراقبة الأرض بشكل كافٍ. الآن، سيتم إيقاف ثلاثة من هذه الأقمار الصناعية، مما سيؤدي إلى انخفاض كبير في توفر هذه الأداة الحيوية.

هذا الانخفاض في البيانات يثير القلق بشكل خاص للعواصف التي تقع في المحيطات، خارج نطاق الطائرات المخصصة لمطاردة الأعاصير، خاصة في المحيط الهادئ حيث تقل الرحلات المخصصة للمراقبة.

الخاتمة

في الختام، فإن فقدان البيانات الميكروويفية يمثل تحديًا كبيرًا للتنبؤ الدقيق بالأعاصير هذا الموسم. على الرغم من وجود أدوات أخرى للتنبؤ، إلا أن البيانات الميكروويفية توفر معلومات فريدة وحاسمة. يجب على المجتمع العلمي أن يسعى لاستخدام بدائل أخرى ممكنة والعمل على تحسين الوصول إلى البيانات المتاحة لضمان دقة التنبؤات الجوية وحماية الأرواح والممتلكات.

Scroll to Top