في عالم يتسارع فيه التقدم العلمي والتكنولوجي، تظهر كل يوم اكتشافات وأخبار جديدة تغير من نظرتنا للعالم من حولنا. في هذا المقال، نلقي نظرة على بعض من أبرز مستجدات العلوم التي قد تكون فاتتك خلال الأسبوع الماضي.
حطام الفضاء: قصة المركبة السوفيتية كوزموس-482
في السبعينيات من القرن الماضي، انطلقت المركبة السوفيتية كوزموس-482 في مهمة لاستكشاف كوكب الزهرة، لكنها لم تنجح في مغادرة مدار الأرض بسبب خلل في المحرك. منذ ذلك الحين، أصبحت هذه المركبة جزءًا من الحطام الفضائي الذي يحيط بكوكبنا.
على مدار العقود، تساقطت أجزاء من كوزموس-482 على الأرض، إلا أن جزءًا كبيرًا منها بقي في الفضاء حتى هذا اليوم. مؤخراً، توقع الباحثون أن تقوم هذه القطعة الأخيرة بالهبوط على الأرض بشكل غير متحكم به، مع امتداد منطقة الهبوط المحتملة من 52 درجة شمالًا إلى 52 درجة جنوبًا، مما يشمل معظم الأراضي المأهولة بالسكان.
حتى الآن، لم يتضح بعد ما إذا كانت المركبة ستتحطم بالكامل عند دخولها الغلاف الجوي أو ستصل إلى سطح الأرض في قطعة واحدة. وبالرغم من أنها مصممة لتحمل أجواء الزهرة القاسية، إلا أن احتكاكها بالغلاف الجوي قد يؤدي إلى تفككها.
غرق المدن: دراسة جديدة تكشف حقائق مقلقة
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “Nature Cities” أن جميع المدن الـ28 الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الولايات المتحدة تعاني من الغرق، بغض النظر عن مدى بُعدها عن الساحل. في 25 من هذه المدن، يفقد ثلثا مساحتها على الأقل ارتفاعها تدريجيًا.
تعتبر مدينة هيوستن الأسرع غرقًا، حيث تنخفض بعض مناطقها بمعدل يزيد عن 5 مليمترات سنويًا، بينما هناك مناطق أخرى تنخفض بمعدل 5 سنتيمترات سنويًا. يُرجع الباحثون هذا الغرق بشكل رئيسي إلى استخراج المياه الجوفية، والذي يُقدر أنه يساهم في 80% من هذه الظاهرة.
بالإضافة إلى ذلك، يُشير الباحثون إلى أن استخراج النفط والغاز في تكساس يزيد من تفاقم هذه المشكلة. إن غرق المدن يجعلها أكثر عرضة للفيضانات، ويُثير القلق حول تأثيراته على البنية التحتية مثل الأساسات وخطوط السكك الحديدية.
التغير المناخي ومسؤولية الأثرياء
تُشير دراسة حديثة في مجلة “Nature Climate Change” إلى أن أغنى 10% من سكان العالم مسؤولون عن ثلثي الاحترار العالمي الناجم عن استهلاكهم واستثماراتهم. يُعتبر الأفراد الذين يمتلكون ثروات تزيد عن 970,000 دولار في الولايات المتحدة ضمن هذه الفئة.
تشير الدراسة إلى أن الاستثمارات في الصناعات ذات الانبعاثات الكربونية العالية هي المساهم الرئيسي لهؤلاء الأثرياء في التغير المناخي. لذا، يُنصح بتنظيف المحافظ الاستثمارية للحد من هذه التأثيرات.
عالم الحبار: لغة إشارة مدهشة تحت الماء
في دراسة غير منشورة بعد، اكتشف العلماء أن الحبار يتواصل مع بعضه البعض باستخدام حركات ذراعيه، حيث رُصدت أربعة حركات متميزة: “الأعلى” و”الجانب” و”التاج” و”التدوير”. تشير هذه الحركات إلى أن للحبار طريقة تواصل معقدة قد تستند إلى الإشارات البصرية والاهتزازات.
على الرغم من أن العلماء لم يتمكنوا بعد من ربط هذه الحركات بسلوكيات أو أفعال محددة، إلا أن هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام فهم أعمق للتواصل بين الكائنات البحرية.
الخاتمة
تشير المستجدات العلمية الأخيرة إلى التحديات والفرص التي تواجه البشرية. من حطام الفضاء والمركبات السوفيتية، مرورًا بغرق المدن وتغير المناخ، وصولاً إلى اكتشافات جديدة في عالم الأحياء البحرية، يتضح أن العلم لا يتوقف عن مفاجأتنا وتحدي توقعاتنا. يبقى على البشر مسؤولية التصرف بحكمة في مواجهة هذه التحديات لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.