في يونيو 1983، دخلت سالي رايد التاريخ كأول امرأة أمريكية تصل إلى الفضاء. كانت مهمتها الأولى على متن مكوك الفضاء تشالنجر STS-7 بمثابة انطلاقة جديدة للنساء في عالم الفضاء، مما جعلها شخصية مؤثرة في مجال استكشاف الفضاء.
بداية الرحلة إلى الفضاء
تخرجت سالي رايد من جامعة ستانفورد حاصلة على درجة الدكتوراه في الفيزياء، وبدأت مسيرتها الفضائية بعد قبولها ضمن مجموعة رواد الفضاء الثامنة لوكالة ناسا، وهي المجموعة الأولى التي تضمنت نساء. كان هذا القبول في عام 1978 بمثابة بداية الطريق نحو إنجازاتها الفضائية المهمة.
في مهمتها الأولى STS-7، عملت رايد كمتخصصة في المهمة على متن مكوك الفضاء تشالنجر، حيث قامت بإجراء تجارب علمية متعددة والتواصل مع محطات الفضاء الأرضية. كانت هذه التجربة بمثابة خطوة كبيرة نحو إدماج النساء في رحلات الفضاء.
مهمة STS-41-G وتحدي التقاليد
عادت سالي رايد إلى الفضاء مرة أخرى في أكتوبر 1984 ضمن مهمة STS-41-G، التي كانت أول رحلة فضاء تضم امرأتين في الطاقم. رافقتها في هذه المهمة كاثرين سوليفان، مما سلط الضوء على أهمية دور النساء في هذا المجال.
خلال هذه المهمة، قامت رايد بتسجيل ملاحظاتها في يوميات خاصة، والتي تم بيعها لاحقًا في مزاد علني بمبلغ كبير، مما يعكس الاهتمام الكبير بتجربتها الفريدة.
المقتنيات والذكريات
في الآونة الأخيرة، تم عرض مجموعة من المقتنيات الشخصية لسالي رايد في مزاد علني، والتي تضمنت رسائلها وشاراتها الرسمية وميدالياتها الفضائية. حققت هذه المقتنيات أكثر من 145,666 دولارًا، مما يعكس قيمة إرث رايد وتأثيرها المستمر.
من بين أبرز المقتنيات كانت ميدالية أبولو 11 التي طارت إلى القمر وعادت، والتي تم بيعها بمبلغ 17,690 دولارًا، مما يدل على أهمية مقتنياتها في تاريخ الفضاء.
سالي رايد والهوية الشخصية
لم تكن سالي رايد مجرد رائدة في الفضاء، بل كانت أيضًا شخصية مؤثرة في المجتمع، حيث كانت أول شخصية معروفة من مجتمع LGBTQ+ تصل إلى الفضاء. لم تكشف عن هويتها الجنسية خلال حياتها المهنية، إلا أن ذلك تم الإعلان عنه بعد وفاتها، مما أضاف بُعدًا آخر لأرثها.
أسست رايد شركة “سالي رايد للعلوم” مع شريكتها تام أوشانيزي في عام 2001، بهدف تعزيز تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) بين الشباب، مما يوضح التزامها بالتعليم والمجتمع.
الخاتمة
تعتبر سالي رايد رمزًا للابتكار والشجاعة في مجال استكشاف الفضاء، حيث فتحت الأبواب أمام النساء والأقليات في هذا المجال. من خلال إنجازاتها ومساهماتها، تركت رايد إرثًا دائمًا يتجاوز حدود الفضاء ويمتد إلى المجتمع والتعليم.