تتيح لنا التكنولوجيا الحديثة اليوم استكشاف الكون بطرق لم تكن ممكنة من قبل. من خلال استخدام النماذج النظرية المتقدمة وبيانات مرصد شاندرا للأشعة السينية التابع لناسا، تمكن العلماء من تحويل الملاحظات الفلكية إلى نماذج ثلاثية الأبعاد مفصلة للأجسام الكونية. يمكن لأي شخص استكشاف هذه النماذج افتراضياً أو حتى طباعتها باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد.
مرصد شاندرا: نافذة على الكون
منذ إطلاقه في عام 1999، قدم مرصد شاندرا للأشعة السينية للعلماء فرصة لا مثيل لها لفحص بعض البيئات الأكثر تطرفًا في الكون. يدور المرصد على بعد أكثر من ثلث الطريق إلى القمر، مما يجعله أقوى تلسكوب للأشعة السينية تم بناؤه على الإطلاق. بفضل شاندرا، تمكن العلماء من دراسة بقايا النجوم المنفجرة والغازات الساخنة المحيطة بالثقوب السوداء.
على الرغم من أن صور شاندرا غالبًا ما تكون رائعة، إلا أنها عادةً ما تكون لقطات مسطحة لهياكل معقدة وواسعة. من خلال تحويل هذه الملاحظات إلى نماذج ثلاثية الأبعاد، يفتح الباحثون طرقًا جديدة للناس للتواصل مع الكون، مما يسمح للطلاب والمعلمين والمكفوفين بالشعور بشكل بقايا المستعرات الفائقة أو الإمساك بالبيئة المحيطة للثقوب السوداء بأيديهم.
نماذج ثلاثية الأبعاد لطباعة الكون
أعلنت وكالة ناسا عن أربعة نماذج جديدة قابلة للطباعة ثلاثية الأبعاد تشمل بقايا مستعر أعظم كاسيوبيا A، وG292.0+1.8، وحلقة الدجاجة، والنجم المعروف باسم BP Tau. تتيح هذه النماذج للناس تجربة الأجسام السماوية كأشكال مادية يمكن للجميع حملها وفحصها من جميع الزوايا.
تعتبر هذه النماذج خطوة جديدة في جعل الفضاء أكثر واقعية وسهولة في الوصول إليه، مما يتيح للناس فرصة فريدة لاستكشاف الكون بطرق لم تكن ممكنة من قبل.
كاسيوبيا A: اللغز الأخضر
داخل كوكبة كاسيوبيا، اكتشف العلماء ميزة غامضة أطلقوا عليها اسم “الوحش الأخضر”. هذه البنية الخضراء غير العادية تشع أشعة تحت حمراء قوية، مما أثار حيرة الفلكيين الذين يحاولون فهم أصولها. تشير النظريات الأولية إلى أنها قد تكون ناتجة عن موجة انفجار قوية، وهي بقايا من انفجار نجمي قديم أو مستعر أعظم. يمكن أن تكون هذه الموجة قد تفاعلت مع الغاز المحيط والغبار، مما أدى إلى ظهور اللون الأخضر المذهل والانبعاثات الطاقية المكثفة التي تجعلها لغزًا في المشهد الكوني.
النجم الصغير BP Tau
يمثل النموذج ثلاثي الأبعاد للنجم BP Tau نجماً شابًا لا يتجاوز عمره بضعة ملايين من السنين. لا يزال النجم في المراحل الأولى من تطوره النجمي، محاطاً بقرص دوار من الغاز والغبار، وهي سمة شائعة في تكوين النجوم. يلتقط النموذج التفاعل الديناميكي بين BP Tau وبيئته، مبرزًا التوهجات الدراماتيكية التي اكتشفها مرصد شاندرا.
تتفاعل هذه التوهجات مع القرص المحيط، مما يتسبب في تكوين غلاف جوي خارجي ساخن وممتد. يقدم النموذج نظرة تفصيلية على هذه المرحلة الحاسمة من تطور النجوم، حيث تشكل الأحداث الطاقية العالية نمو النجم وبيئته المحيطة.
حلقة الدجاجة: بقايا موت نجم عملاق
حلقة الدجاجة، المعروفة أيضًا باسم سديم الحجاب، هي بقايا معقدة لموت نجم عملاق. تقع على بعد حوالي 2000 سنة ضوئية في كوكبة الدجاجة، وهي نتيجة انفجار مستعر أعظم وقع قبل حوالي 10000 إلى 20000 سنة. توفر الحلقة الفلكيين نافذة على العمليات الديناميكية لتطور النجوم، مما يظهر كيف أن موت نجم يمكن أن يولد بعضًا من أجمل البنى في الكون.
الخاتمة
تقدم النماذج ثلاثية الأبعاد للأجسام الكونية فرصة لا تقدر بثمن لاستكشاف الكون بطرق جديدة ومبتكرة. من خلال تحويل الملاحظات الفلكية إلى نماذج يمكن لمسها وفحصها، تقدم وكالة ناسا طريقة جديدة للمجتمع العلمي والجمهور على حد سواء لفهم الكون بشكل أعمق. يوفر مرصد شاندرا للأشعة السينية الأدوات اللازمة لفهم هذه النماذج، مما يفتح آفاقًا جديدة في دراسة الفضاء.
