لماذا تبدو الأجرام السماوية في الفضاء مستديرة؟ سر الشكل الكروي للكواكب والنجوم

عندما تنظر إلى صور الكواكب أو النجوم أو حتى بعض الأقمار، ستلاحظ شيئًا مشتركًا: جميعها تقريبًا كروية الشكل.

لكن لماذا تتخذ الأجسام في الفضاء هذا الشكل بالذات؟ ولماذا لا تكون مربعة أو بيضاوية أو عشوائية كالصخور على الأرض؟

الجواب يكمن في قوة واحدة بسيطة لكنها جبّارة: الجاذبية.

الجاذبية: الفنان الخفي الذي يصنع الكرات

عندما تبدأ كتلة من الغبار أو الغاز أو المادة بالتجمع في الفضاء، تبدأ الجاذبية بسحب كل شيء نحو المركز.

ومع استمرار هذا السحب من كل الاتجاهات بشكل متساوٍ، يكون الشكل الوحيد الذي يحقق التوازن هو… الكرة.

فكر فيها كأنك تضغط كرة من العجين براحة يدك – الضغط المنتظم من جميع الجوانب ينتج شكلًا دائريًا.

لكن لماذا لا تكون كل الأجسام مستديرة؟

الأمر يعتمد على الكتلة.

• الأجسام الكبيرة – مثل الكواكب والنجوم – تمتلك جاذبية كافية لشد نفسها إلى شكل كروي.

• أما الأجسام الصغيرة – مثل الكويكبات أو المذنبات – فكتلتها لا تكفي لتشكيل قوة جاذبية كبيرة، ولهذا تكون غير منتظمة الشكل.

الدوران يُغيّر القواعد قليلاً

بعض الكواكب – مثل الأرض أو زحل – ليست كرات مثالية.

لماذا؟ لأن دورانها حول محورها يولّد قوة طرد مركزي تجعلها تنتفخ قليلاً عند خط الاستواء، مما يخلق شكلًا يُعرف بـ “الكرة المفلطحة”.

كلما كان الكوكب يدور أسرع، كان هذا الانتفاخ أوضح.

هل هناك استثناءات؟

نعم – في بعض الحالات، يمكن لقوى خارجية (مثل التصادمات أو الجاذبية غير المتوازنة) أن تُشوّه شكل الجسم الكروي، لكن بمرور الوقت، تُعيد الجاذبية تشكيله ليعود إلى توازنه الكروي.

خاتمة: الكون يحب التماثل

الكرة ليست مجرد شكل جميل – إنها نتيجة طبيعية للجاذبية في الفضاء.

ولذلك، عندما تنظر إلى القمر أو ترى صور زحل أو الشمس، تذكّر أن الشكل الكروي هو لغة الجاذبية في الكون… ولغة التوازن الكوني.

Scroll to Top