في إنجاز علمي غير مسبوق، نجحت وكالة ناسا في إحضار أول عينة على الإطلاق من كويكب إلى الأرض، وهو حدث تاريخي يمكن أن يساعد العلماء في فهم أصول النظام الشمسي وإمكانية نشوء الحياة على الأرض. العينة، التي تم جمعها من كويكب بينو (Bennu)، تُعد واحدة من أهم العينات الفضائية التي تم استردادها على الإطلاق.
لماذا اختارت ناسا كويكب بينو؟
كويكب بينو هو جسم صخري قديم يُعتقد أنه يحتوي على مواد تعود إلى بداية النظام الشمسي قبل أكثر من 4.5 مليار سنة. اختير بينو بسبب:
1. تركيبته الكيميائية الفريدة
• يعتقد العلماء أن الكويكبات مثل بينو قد تحتوي على مركبات عضوية ضرورية لنشوء الحياة.
2. حجمه المثالي
• يبلغ قطره حوالي 500 متر، مما يجعله مناسبًا لدراسات مفصلة دون أن يكون كبيرًا جدًا ليشكل خطرًا على الأرض.
3. مداره القريب من الأرض
• بينو هو أحد الكويكبات القريبة التي تمر بالقرب من كوكبنا، مما يجعله هدفًا مثاليًا لبعثة فضائية.
كيف تم جمع العينة؟
تم تنفيذ المهمة بواسطة المركبة الفضائية OSIRIS-REx، التي أطلقتها ناسا في عام 2016 ووصلت إلى بينو عام 2018. بعد عامين من الدراسة، نفذت المركبة عملية هبوط دقيقة لجمع العينة في أكتوبر 2020، حيث استخدمت ذراعًا روبوتية لاستخراج غبار وصخور من سطح الكويكب.
ما أهمية هذه العينة؟
1. فهم أصول النظام الشمسي
• الكويكبات مثل بينو هي بقايا من تشكل النظام الشمسي، لذا يمكن أن تقدم أدلة على الظروف التي كانت موجودة قبل مليارات السنين.
2. دراسة إمكانية نشوء الحياة
• إذا وجدت المركبات العضوية في العينة، فقد يساعد ذلك في فهم كيف نشأت الحياة على الأرض وربما في أماكن أخرى في الكون.
3. تحليل مخاطر الاصطدام بالكويكبات
• معرفة تركيبة بينو سيساعد العلماء على تطوير استراتيجيات لحماية الأرض من أي كويكبات قد تشكل تهديدًا مستقبليًا.
ماذا بعد وصول العينة إلى الأرض؟
• سيتم نقل العينة إلى مختبرات خاصة في وكالة ناسا حيث سيتم تحليل تركيبها الكيميائي والفيزيائي.
• سيتم مشاركة أجزاء من العينة مع وكالات فضائية أخرى، مثل وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) واليابانية (JAXA)، لتعزيز التعاون العلمي.
• ستستمر الأبحاث لسنوات قادمة، حيث يمكن أن تحتوي العينة على معلومات غير متوقعة قد تغير فهمنا للفضاء والحياة المبكرة.
خاتمة: خطوة عملاقة نحو فهم الكون
عودة أول عينة من كويكب إلى الأرض تمثل علامة فارقة في استكشاف الفضاء. مع تقدم التكنولوجيا، يمكن أن تساعد هذه البعثة في تمهيد الطريق لمهمات مستقبلية أكثر طموحًا، وربما إحضار عينات من كواكب أخرى أو حتى البحث عن الحياة خارج الأرض.