العناقيد الكروية هي تجمعات كثيفة تحتوي على مئات الآلاف إلى ملايين النجوم وتدور حول المجرات، بما في ذلك مجرتنا درب التبانة. منذ اكتشافها في القرن السابع عشر، شكل تكوينها لغزًا للعلماء بسبب خصائصها الفريدة التي تخلو من المادة المظلمة وتجانس أعمار نجومها وتركيبها الكيميائي.
الاكتشافات الحديثة باستخدام محاكاة EDGE
لقد استخدم الباحثون من جامعة سري محاكاة فائقة الدقة لتتبع تاريخ الكون الذي يبلغ 13.8 مليار سنة، مما أتاح لهم مشاهدة تكوين العناقيد الكروية في الوقت الحقيقي داخل كونهم الافتراضي المسمى EDGE. كشفت هذه المحاكاة عن مسارات متعددة لتكوين العناقيد الكروية وظهور فئة جديدة من الأنظمة النجمية تُعرف بـ “الأقزام الشبيهة بالعناقيد الكروية”، والتي تقع بين العناقيد الكروية والمجرات القزمة من حيث خصائصها.
أوضح الدكتور إيثان تايلور، الباحث في جامعة سري، أن القدرة على إضافة سياق إضافي حول كيفية تكوين العناقيد الكروية مذهلة، وأن اكتشاف فئة جديدة من الأجسام داخل المحاكاة كان مثيرًا للغاية.
التعاون الدولي في البحث
عمل الباحثون بالتعاون مع جامعات ومنظمات بحثية من المملكة المتحدة والولايات المتحدة والسويد وإسبانيا لاستخدام مرافق الحوسبة الفائقة في المملكة المتحدة لتشغيل محاكاة EDGE على مدار عدة سنوات. إذا تم تشغيل هذه المحاكاة على أجهزة حاسوب محمولة عادية، لكانت تستغرق عقودًا لإكمالها.
تنبأت المحاكاة بوجود فئة غير معروفة سابقًا من الأجسام التي قد تكون قد تم تصنيفها كعناقيد كروية عادية، لكنها تحتوي على مادة مظلمة بكميات كبيرة.
التحديات والآفاق المستقبلية
العناقيد القزمة التقليدية عادة ما تكون مهيمنة بالمادة المظلمة، لكن “الأقزام الشبيهة بالعناقيد الكروية” الجديدة قد توفر فرصة فريدة لدراسة المادة المظلمة وتكوين العناقيد. بعض الأقمار الصناعية المعروفة لدرب التبانة، مثل مجرة “ريتيكولوم 2″، قد تكون مرشحة لهذه الفئة الجديدة.
الخطوة التالية هي تأكيد وجود هذه الأقزام الشبيهة بالعناقيد الكروية من خلال الملاحظات المستهدفة باستخدام التلسكوبات، مثل تلسكوب جيمس ويب.
الخاتمة
تعد هذه الاكتشافات الجديدة خطوة مهمة لفهم تكوين العناقيد الكروية وكيف يمكن للمادة المظلمة أن تلعب دورًا في تشكيلها. تتطلب الخطوة التالية تأكيد وجود هذه الأجسام الجديدة من خلال الملاحظات الفلكية، مما قد يفتح آفاقًا جديدة لدراسة المادة المظلمة والنجوم البدائية في الكون.