تشكل السوبرنوفا من النوع Ia جزءًا أساسيًا من فهمنا للكون، حيث تعتبر بمثابة شواهد كونية تقيس المسافات في الفضاء. ولكن رغم أهميتها، لا يزال هناك لغز حول كيفية حدوث هذه الانفجارات.
ما هي السوبرنوفا من النوع Ia؟
تحدث معظم السوبرنوفا نتيجة انفجار النجوم الضخمة، لكن النوع Ia ينشأ من مصدر غير متوقع: الأقزام البيضاء. هذه الأقزام هي النوى الصغيرة وغير النشطة التي تبقى بعد أن تستهلك النجوم الشبيهة بشمسنا وقودها النووي.
تبدأ جميع النماذج التي تشرح السوبرنوفا من النوع Ia بوجود قزم أبيض في نظام نجمي مزدوج. إذا كان القزم الأبيض قريبًا بما يكفي من النجم الآخر، يمكنه أن يستولي على المواد منه، مما يؤدي في النهاية إلى الانفجار.
آلية الانفجار المزدوج
في النظرية التقليدية، يجمع القزم الأبيض المواد حتى يصل إلى كتلة حرجة، مما يؤدي إلى انفجار واحد. لكن دراسات حديثة أشارت إلى إمكانية حدوث انفجار مزدوج قبل الوصول إلى هذه الكتلة الحرجة.
يتضمن نموذج الانفجار المزدوج تراكم طبقة من الهيليوم المسروق حول القزم الأبيض، والتي يمكن أن تصبح غير مستقرة وتشتعل. يحدث انفجار أولي يولد موجة صدمة تؤدي إلى انفجار ثانٍ في نواة النجم.
أدلة جديدة وتأكيد للانفجار المزدوج
حتى الآن، لم يكن هناك دليل مرئي واضح على حدوث انفجار مزدوج في الأقزام البيضاء. ولكن العلماء الآن وجدوا بصمة مميزة في بقايا سوبرنوفا تشير إلى حدوث هذا النوع من الانفجار.
تم اكتشاف هذه البصمة في بقايا السوبرنوفا SNR 0509-67.5 باستخدام مستكشف الطيف متعدد الوحدات (MUSE) على تلسكوب VLT التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، حيث تم تحديد طبقات من الكالسيوم التي تدعم نظرية الانفجار المزدوج.
أهمية السوبرنوفا من النوع Ia لفهم الكون
تُعتبر السوبرنوفا من النوع Ia أدوات حاسمة لقياس المسافات في الكون بسبب سطوعها المتوقع. باستخدامها، اكتشف العلماء توسع الكون المتسارع، وهو اكتشاف حاز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2011.
فهم كيفية انفجار هذه السوبرنوفا يساعد في توضيح سبب سطوعها المتوقع، مما يعزز دقة القياسات الفلكية.
الخاتمة
تقدم هذه الدراسة فهمًا أعمق للآليات التي تؤدي إلى انفجارات السوبرنوفا من النوع Ia، وتوضح دور الانفجار المزدوج في هذا السياق. هذا الاكتشاف لا يحل فقط لغزًا طويل الأمد، ولكنه أيضًا يضيف إلى جمالية الكون بفضل الهياكل الطبقية الجميلة التي تنشأ من هذه الانفجارات.