يحتفل تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) بثلاث سنوات من الإنجازات العلمية التحويلية من خلال صورة جديدة مذهلة لسديم مخلب القط، وهو حضانة نجمية شاسعة تبعد حوالي 4000 سنة ضوئية عن الأرض في كوكبة العقرب. هذه الصورة لا تقدم فقط لمحة عن جمال الكون، بل تسلط الضوء أيضًا على القدرات الفريدة لهذا التلسكوب المتطور.
القدرات الفريدة لتلسكوب جيمس ويب
منذ بدء عملياته العلمية في يوليو 2022، أحدث تلسكوب جيمس ويب الفضائي تحولاً في فهمنا للكون. يتميز التلسكوب بقدرته على رؤية الأشياء في ضوء الأشعة تحت الحمراء، مما يسمح له بمشاهدة النجوم الوليدة عبر سحب كثيفة من الغاز والغبار التي تحجب الرؤية في الأحوال العادية.
الصورة الجديدة للسديم تُظهر بوضوح هياكل مستديرة تشبه آثار أقدام القطط. هذا يشير إلى قدرة التلسكوب على الكشف عن التفاصيل الدقيقة في الأجسام السماوية التي لم يكن بالإمكان رؤيتها من قبل.
سديم مخلب القط: حضانة النجوم
يمتد سديم مخلب القط، المعروف أيضًا باسم NGC 6334، على مساحة تتراوح بين 80 و90 سنة ضوئية. يُظهر التلسكوب كيف تقوم النجوم الضخمة داخل السديم بنحت تجاويف في الغاز والغبار المحيطين، مما يغير بشكل درامي من بيئاتها.
تُظهر الصورة منطقة حمراء-برتقالية هادئة تشير إلى مراحل مبكرة من تكوين النجوم. هذا الجزء من السديم قليل النجوم الخلفية، مما يشير إلى تكثف النجوم الوليدة بداخله.
تفاصيل غير مسبوقة في صورة السديم
تُبرز الصورة تفاصيل معقدة وغير مسبوقة عن السديم، بما في ذلك كيف أن النجوم الضخمة تشكل صدمات في الغاز والغبار المحيطين. هذه النجوم، على الرغم من قصر عمرها، تضيء محيطها بشكل مؤقت قبل أن توقف المزيد من تكوين النجوم.
في مركز الصورة، تظهر كتل حمراء نارية مدمجة في غبار بني، مما يشير إلى مواقع لتكوين نجوم ضخمة جارية. تُظهر الصورة أيضًا نجمة زرقاء-بيضاء واضحة في أسفل اليسار، والتي قامت بتنظيف المساحة حولها عبر إشعاعات قوية.
الخاتمة
يمثل التلسكوب جيمس ويب الفضائي خطوة كبيرة في فهمنا للكون. من خلال قدراته الفريدة في رؤية الكون في ضوء الأشعة تحت الحمراء، يواصل التلسكوب تقديم رؤى جديدة وتحطيم الأرقام القياسية في كل مرة. الصورة الجديدة لسديم مخلب القط ليست فقط شهادة على إنجازات التلسكوب، بل هي أيضًا دعوة لاستكشاف المزيد من ألغاز الكون في المستقبل.


