تقنية جديدة لدراسة “بُقَع النجوم” والكواكب خارج المجموعة الشمسية

ابتكر علماء ناسا طريقة جديدة لاستخدام الكواكب التي تعبر أمام نجومها الأم لدراسة “بُقَع النجوم” أو عدم انتظام سطوع النجوم. هذه التقنية الجديدة، التي تُعرف باسم “عملية النجوم المتلألئة”، يمكن أن تُستخدم أيضًا لاكتشاف المزيد عن أجواء الكواكب.

فهم تقنية العبور

تعتمد تقنية “عملية النجوم المتلألئة” على طريقة العبور التي استُخدمت بواسطة القمر الصناعي TESS والمسبار الفضائي كبلر، اللذان حققا نجاحًا كبيرًا في اكتشاف الكواكب خارج المجموعة الشمسية. تم اكتشاف الأغلبية العظمى من أكثر من 5000 كوكب في كتالوج الكواكب خارج المجموعة الشمسية عبر الانخفاضات الطفيفة في ضوء النجوم التي تسببها هذه الكواكب أثناء عبورها أمام نجومها الأم.

عند مراقبة كيفية تغير ضوء النجم أثناء عبور الكوكب أمامه من موقعنا على الأرض، يمكن بناء منحنيات الضوء. ينخفض السطوع قليلاً عندما يعبر الكوكب أمام النجم، وتصل إلى الحد الأدنى عندما يكون الكوكب بالكامل أمام النجم. ثم يزيد السطوع تدريجيًا عندما يتحرك الكوكب بعيدًا عن النجم، مما يجلب العبور إلى نهايته.

التحديات والابتكارات

غالبًا ما يجد علماء الفلك أن منحنيات الضوء ليست بسيطة كما تبدو. بالإضافة إلى الانخفاضات التي تسببها العبور الكوكبي، لاحظ العلماء انخفاضات أصغر وأكثر تعقيدًا. النظرية السائدة هي أن هذه الانخفاضات ناتجة عن “بُقَع النجوم” المشابهة للبقع الشمسية التي تزين سطح شمسنا.

تستطيع التقنية الجديدة “عملية النجوم المتلألئة” تحديد عدد البقع النجمية، ومواقعها، ودرجة سطوعها أو ظلامها. هذه المعلومات تساعد بشكل كبير في فهم خصائص النجوم والكواكب المرتبطة بها.

التطبيقات المستقبلية

حتى الآن، لا يمكن استخدام “عملية النجوم المتلألئة” إلا في الضوء المرئي، مما يجعلها غير قابلة للتطبيق على الملاحظات التي تجريها تلسكوب جيمس ويب الفضائي. ومع ذلك، فإن القمر الصناعي باندورا، المتوقع إطلاقه في وقت لاحق من هذا العام، سيقوم بملاحظات في أطوال موجية متعددة، مما يعني أن العلماء سيتمكنون من استخدام هذا النموذج الجديد مرة أخرى عند بدء جمع البيانات.

تُظهر البحوث أن المزيد من الفهم لخصائص النجم يمكن أن يوفر معلومات أعمق عن الكوكب، مما يعزز من القدرة على استكشاف مؤشرات الحياة على الكواكب الأخرى، وخاصة في البحث عن الماء في الأجواء الكوكبية.

الخاتمة

بفضل هذه الابتكارات الجديدة، يمكن لعلماء الفلك أن يكشفوا المزيد عن النجوم والكواكب التي تدور حولها، مما يفتح آفاقًا جديدة في علم الفلك. إن “عملية النجوم المتلألئة” تقدم أداة قوية لفهم أفضل لخصائص النجوم والكواكب، وبالتالي تحسين قدرتنا على البحث عن الحياة في الكون.

Scroll to Top