في اكتشاف علمي مثير، توصل علماء الفلك إلى أول دليل بصري على ظاهرة فلكية نادرة تعرف باسم “التفجير المزدوج”. هذا الاكتشاف قد يغير فهمنا لكيفية حدوث السوبرنوفا، حيث يمكن لبعض النجوم أن تنفجر دون بلوغ الحد المعروف باسم حد تشاندراسيخار.
ما هو التفجير المزدوج؟
التفجير المزدوج هو ظاهرة تحدث عندما ينفجر النجم مرتين. في العادة، يحدث الانفجار الأول عندما يكتسب النجم القزم الأبيض كتلة كبيرة من نجم مرافق له، مما يؤدي إلى انفجار أولي. هذا الانفجار يولد موجة صدمة تتسبب في تفجير النجم مرة أخرى، مؤدية إلى السوبرنوفا.
يُعتبر القزم الأبيض نوعاً من بقايا النجوم التي تتكون عندما ينفد الوقود النووي لنجم يشبه الشمس. وعندما يتجاوز القزم الأبيض حد تشاندراسيخار، الذي يعادل 1.4 ضعف كتلة الشمس، يحدث الانفجار المعتاد.
أهمية الاكتشاف
اكتشاف التفجير المزدوج له أهمية كبيرة في علم الفلك. يتيح لنا فهم أفضل لآلية تفجير النجوم القزمة البيضاء، والتي تُعرف باسم السوبرنوفا من النوع Ia. هذه السوبرنوفا مهمة لأنها تستخدم كـ”شموع قياسية” لقياس المسافات الكونية بسبب توهجها المتساوي.
القدرة على اكتشاف التفجير المزدوج يعني أن بعض النجوم قد تنفجر قبل بلوغ حد تشاندراسيخار، وهذا يغير من فهمنا للكيفية التي تتطور بها هذه النجوم.
التقنيات المستخدمة في الاكتشاف
استخدم الفريق البحثي تلسكوب الأوروغواي العملاق (VLT) مع أداة مستكشف الأطياف المتعددة الوحدات (MUSE) لدراسة بقايا السوبرنوفا SNR 0509-67.5 التي تبعد 60,000 سنة ضوئية في كوكبة السمكة الذهبية. أثبتت هذه الدراسة أن النجم الأصلي انفجر مرتين، مما يؤكد نظرية التفجير المزدوج.
تمثل هذه التقنية خطوة مهمة في تحليل بقايا السوبرنوفا، حيث تُظهر الهياكل التي تشير إلى انفجارات متتابعة، وتقدم أدلة بصرية قوية لدعم النظرية.
الخاتمة
يعتبر اكتشاف التفجير المزدوج خطوة كبيرة في فهم تطور النجوم القزمة البيضاء وآلية حدوث السوبرنوفا. يفتح هذا الاكتشاف المجال لمزيد من الدراسات حول كيفية تأثير هذه الظاهرة على الكون وكيفية قياس المسافات الكونية بدقة أكبر. إن هذا الاكتشاف ليس فقط بمثابة حل للغز طويل الأمد في علم الفلك، بل يقدم أيضًا مشهدًا بصريًا مذهلاً لمحبي الفلك.