في تطور مثير، اكتشف علماء الفلك انفجارًا قويًا وغامضًا من موجات الراديو التي اعتقدوا في البداية أنها انفجار راديو سريع (FRB) من خارج مجرتنا. لكن تبين لاحقًا أن هذه الإشارة كانت من قمر صناعي قديم تابع لوكالة ناسا يُدعى Relay 2.
الانفجار الراديوي السريع: لغز كوني
تم اكتشاف الانفجار الراديوي السريع بواسطة التلسكوب الأسترالي Square Kilometer Array Pathfinder (ASKAP) في يونيو 2024. هذا الانفجار كان مميزًا لأنه استمر لأقل من 30 نانوثانية، وهي فترة أقصر بكثير من معظم الانفجارات الراديوية السريعة المعروفة.
تعتبر الانفجارات الراديوية السريعة من أكثر الإشارات الغامضة في الكون، حيث اكتشف العلماء أكثر من 1000 انفجار منذ اكتشاف أول واحد في عام 2007. ومع ذلك، لا يزال العلماء غير قادرين على تحديد مصدر هذه الإشارات بشكل دقيق.
القمر الصناعي Relay 2: قطعة من التاريخ الفضائي
أطلق القمر الصناعي Relay 2 في عام 1964 كجزء من برنامج ناسا Relay. عمل هذا القمر في مدار متوسط حول الأرض حتى عام 1965، ولكن بحلول عام 1967 تعطلت جميع أنظمته.
يوضح العلماء أن القمر الصناعي كان على بعد حوالي 4500 كيلومتر من الأرض وقت حدوث الإشارة. ورغم ذلك، فإن هذا القرب النسبي ساعد في جعل الإشارة تبدو أكثر سطوعًا مما كانت عليه.
تحديات تحديد مصدر الإشارة
رغم أن الإشارة كانت قوية بما يكفي لتغمر جميع الإشارات الأخرى من السماء، إلا أن كونها جاءت من قمر صناعي قديم كان مفاجأة للعلماء. أوضح الفريق أن الإشارة لم تكن بثًا مقصودًا من القمر الصناعي، مما جعل تحديد مصدرها تحديًا مثيرًا.
تضمنت النظريات المحتملة لكيفية نشوء هذه الإشارة ظاهرة التفريغ الكهربائي الساكن أو تأثير نيزك صغير على القمر الصناعي.
الخيارات المستقبلية والتحديات
من المهم الآن للعلماء أن يدرسوا كيفية استخدام التلسكوبات الراديوية لمراقبة الأقمار الصناعية. قد تكون هذه الأدوات مفيدة بشكل خاص في اكتشاف التفريغ الكهربائي الساكن الذي يمكن أن يسبب أضرارًا للأقمار الصناعية.
يوضح العلماء أن هذه الأبحاث تفتح آفاقًا جديدة لفهم كيفية نشوء مثل هذه الإشارات القصيرة المدة وكيف يمكن أن يكون لها تأثير على تقنيات مراقبة الأقمار الصناعية في المستقبل.
الخاتمة
رغم أن الاكتشاف كان مخيبًا للآمال في البداية، إلا أنه يوفر فرصة لفهم أفضل للإشارات الراديوية ومعرفة المزيد عن الحوادث النادرة التي يمكن أن تنتج عن الأقمار الصناعية القديمة. يبقى هذا الاكتشاف علامة بارزة في دراسة الانفجارات الراديوية السريعة، ويحث العلماء على توخي الحذر في تفسير الإشارات الراديوية القادمة من الفضاء القريب.