في رحلة مثيرة ومليئة بالاكتشافات، تمكن المسبار الشمسي سولار أوربيتر من وكالة الفضاء الأوروبية وناسا من تتبع الإلكترونات عالية الطاقة إلى مصدرها في الشمس. هذه الإلكترونات، التي تعرف باسم الإلكترونات النشطة شمسياً، تقدم لنا رؤى جديدة حول فيزياء الشمس.
الإلكترونات النشطة شمسياً: من أين تأتي؟
تمكن المسبار سولار أوربيتر من الكشف عن نوعين مختلفين من الإلكترونات النشطة شمسياً، واللذين لهما أصول مختلفة. المجموعة الأولى تتصل بانفجارات شمسية صغيرة تعرف بالتوهجات الشمسية، بينما المجموعة الثانية تتصل بانفجارات أكبر وأقوى تعرف بانبعاثات الكتلة الإكليلية.
تعتبر التوهجات الشمسية ظواهر تحدث في مناطق صغيرة من سطح الشمس، تتسبب في إطلاق مفاجئ للطاقة. من ناحية أخرى، فإن انبعاثات الكتلة الإكليلية تكون أكبر وتشمل إطلاق كميات هائلة من البلازما.
رصد المسبار سولار أوربيتر: التقنية والابتكار
بفضل تقنيات المسبار الشمسي سولار أوربيتر، تمكن الباحثون من متابعة مئات الأحداث على مسافات مختلفة من الشمس. هذه البيانات سمحت لهم بتحديد مكان وزمان انطلاق الإلكترونات النشطة شمسياً بدقة عالية.
كذلك، استطاع المسبار تتبع سلوك هذه الإلكترونات أثناء رحلتها عبر النظام الشمسي، مما أتاح للباحثين فهم كيفية تفاعلها مع الرياح الشمسية والمجالات المغناطيسية المحيطة.
التحديات والفوائد: فهم أفضل للطقس الفضائي
أحد الأهداف الرئيسية لهذا البحث كان فهم التأخير الزمني بين انطلاق التوهجات الشمسية أو انبعاثات الكتلة الإكليلية وإطلاق الإلكترونات النشطة شمسياً إلى الفضاء. تبين أن هذا التأخير يمكن أن يكون ناتجاً جزئياً عن طريقة انتقال الإلكترونات عبر الفضاء.
هذا الفهم يمكن أن يساعد في تحسين التنبؤات الجوية الفضائية، مما يمكن أن يحمي التقنيات الفضائية من الأضرار المحتملة التي تسببها الإلكترونات عالية الطاقة.
الخاتمة
تثبت نتائج هذا البحث أن المسبار الشمسي سولار أوربيتر هو أداة ثورية لدراسة الشمس وبيئتها. من خلال التفرقة بين نوعي الإلكترونات النشطة شمسياً، يمكننا الآن تحسين توقعات الطقس الفضائي وحماية المركبات الفضائية بشكل أفضل.
مع إطلاق مهمة سمايل في 2026 ومهمة فيجيل في 2031، نتطلع إلى فهم أعمق للأحداث الشمسية وكيفية تأثيرها على الأرض. إن التعاون بين العلماء الأوروبيين والأمريكيين يعزز من قدراتنا على استكشاف الفضاء وفهم أسراره.