في حادثة مروعة، قُتل تشارلي كيرك، مؤسس منظمة “Turning Point USA”، بعد أن أُطلق عليه النار أثناء حديثه في جامعة وادي يوتا. وقد اعتقلت السلطات مشتبهاً به يُدعى تايلر روبنسون بعد حملة مطاردة واسعة. سلطت هذه الحادثة الضوء على استخدام التكنولوجيا الحديثة في التحقيقات الجنائية، وتحديداً تقنية المسح الليزري ثلاثي الأبعاد.
أهمية الحفاظ على مسرح الجريمة
يعتبر الحفاظ على مسرح الجريمة خطوة حاسمة لضمان سير التحقيقات بشكل صحيح. يمكن أن تتغير عناصر مسرح الجريمة بسرعة، حيث يُمكن نقل الأثاث أو السيارات أو فقدان موقعها. ومن هنا تأتي أهمية استخدام تقنيات حديثة مثل المسح الليزري ثلاثي الأبعاد الذي يسمح بتوثيق كل شيء بدقة متناهية.
تُستخدم هذه التقنية بشكل روتيني في مسارح الجرائم الكبيرة، حيث تقوم بمسح كل شيء في المكان باستخدام الضوء لرسم خريطة ثلاثية الأبعاد لكل كائن موجود. هذا السجل الدقيق يمكن المحققين من العودة إلى مسرح الجريمة مراراً وتكراراً لفحص القياسات والزاويا والمسافات، مما يُسهم في تقديم أدلة قوية في المحاكمات.
تاريخ استخدام تقنية المسح الليزري
من أوائل الخبراء الذين استخدموا هذه التقنية في تحقيقات الجرائم كان مايكل هاج، الذي عمل كإعادة بناء حوادث إطلاق النار في شرطة ألبوكيركي بنيو مكسيكو. بدأ هاج باستخدام المسح الليزري ثلاثي الأبعاد في أوائل 2000، حيث ساهمت خبرته في الكيمياء والفيزياء في تطوير هذه التقنية لاستخدامها في التحقيقات الجنائية.
يستخدم هاج وشركته الخاصة هذه التقنية لتقديم الخدمات التدريبية في مجال إعادة بناء حوادث إطلاق النار عالمياً. كما يشهد في المحاكم حول كيفية استخدام المسح الليزري ثلاثي الأبعاد في توثيق وتحليل مسارح الجرائم.
كيفية عمل المسح الليزري ثلاثي الأبعاد
يُعتبر المسح الليزري ثلاثي الأبعاد أداة هندسية متطورة وفعالة جداً. الطريقة الأساسية لعمله تبدأ بوضع جهاز المسح على منصة ثلاثية الأرجل ثابتة تقوم بالدوران 360 درجة أفقياً وتتحرك عمودياً. يقوم الجهاز بإطلاق ملايين من “الرصاصات” الضوئية لقياس المسافات بدقة عالية تصل إلى بضعة ملليمترات.
ثم يتم نقل الجهاز من موقع إلى آخر لبناء مجموعة كروية ثلاثية الأبعاد من البيانات التي يتم دمجها لبناء صورة كاملة لمسرح الجريمة. هذه البيانات تُستخدم لعرض المشهد بشكل ثلاثي الأبعاد لتمكين القضاة والمحلفين والمحققين من رؤية المشهد كما كان بالضبط وقت وقوع الجريمة.
تطبيقات المسح الليزري في التحقيقات
في حالة إطلاق النار على تشارلي كيرك، يُستخدم المسح الليزري لتحديد مواقع إطلاق النار المحتملة من خلال تحليل الزوايا والمسافات وتحديد مسارات الرصاصات المحتملة. على الرغم من أن بعض المشاهد قد لا تكون معقدة كالآخرين، إلا أن المسح الليزري يوفر فهماً دقيقاً للموقع الفعلي للعناصر المختلفة في مسرح الجريمة.
بجانب الحفاظ على المشهد لأغراض مستقبلية، يُمكن استخدام هذه البيانات لتقديم عروض افتراضية تُظهر مواقع الجناة المحتملة وتعرض الزوايا التي كان يمكن أن يُطلق منها النار.
الخاتمة
تُظهر تقنية المسح الليزري ثلاثي الأبعاد أهمية التكنولوجيا الحديثة في تحقيقات الجرائم. من خلال توثيق مسارح الجرائم بدقة فائقة، يمكن للمحققين تقديم أدلة قوية وموثوقة في المحاكمات. كما تساهم هذه التقنيات في فهم أفضل للأحداث المعقدة، مما يزيد من احتمالية تحقيق العدالة للضحايا. في نهاية المطاف، يُعد استخدام هذه التقنيات خطوة نحو مستقبل أكثر أماناً وفعالية في مجال التحقيقات الجنائية.