ماضي كوكب المشتري: عملاق أكبر ومجال مغناطيسي أقوى

كشفت دراسة حديثة أن كوكب المشتري، الذي نعرفه اليوم كأكبر كواكب المجموعة الشمسية، كان في بداية تكوينه أكبر حجمًا بكثير وامتلك مجالًا مغناطيسيًا أقوى. هذه الاكتشافات تقدم لنا نظرة جديدة على كيفية نشوء الكوكب وتطوره والظروف التي كانت سائدة في النظام الشمسي في مراحله الأولى.

حجم المشتري في الماضي

أظهرت الحسابات الجديدة أن كوكب المشتري كان، قبل 3.8 مليون سنة من تكوين الأجسام الصلبة الأولى في النظام الشمسي، ضعف حجمه الحالي. وكان حجم المشتري في ذلك الوقت يكفي لاحتواء أكثر من 2000 كوكب بحجم الأرض. مع مرور الوقت، برد الكوكب وانكمش ليصل إلى حجمه الحالي.

هذا الانكماش يعود إلى فقدان المشتري للحرارة التي كان يشعها خلال تلك الفترة. ومع ذلك، يظل المشتري اليوم أكبر كوكب في المجموعة الشمسية، حيث يمكن حجمه الحالي من استيعاب 1321 كوكبًا بحجم الأرض.

المجال المغناطيسي الهائل

إضافة إلى حجمه الكبير، كان للمشتري في بداياته مجال مغناطيسي أقوى بخمسين مرة من المجال الحالي. يجعل هذا المجال المغناطيسي الهائل منه قوة مغناطيسية لا يستهان بها، وقد أثر على تشكيل الكواكب والأقمار المحيطة به في النظام الشمسي.

هذه القوة المغناطيسية الفائقة قد تكون لعبت دورًا حاسمًا في توجيه المواد الغازية والغبارية المحيطة بالكوكب، مما ساهم في تشكيل أقمار المشتري وتكوينها.

استخدام الأقمار للتعمق في الماضي

للوصول إلى هذه النتائج، ركز الباحثون على اثنين من الأقمار الأقل شهرة للمشتري، هما أماثيا وثيبي. هذه الأقمار الصغيرة تدور بالقرب من المشتري وتتبع مسارات مائلة قليلاً، مما ساعد العلماء على تتبع موقع آيو، أكبر أقمار المشتري الداخلية.

بفضل هذه الأقمار، تمكن الفريق من تحديد الحافة الداخلية للقرص الكوكبي القديم للمشتري، وهو الأمر الذي كان مفتاحًا لتحديد سرعة دوران الكوكب في الماضي. باستخدام مبدأ حفظ الزخم الزاوي، أعاد الفريق حساب حجم المشتري الأصلي.

أهمية الدراسة في فهم النظام الشمسي

تعتبر هذه الدراسة نقطة مرجعية أساسية لفهم كيفية تطور النظام الشمسي. حيث تسلط الضوء على أهمية المشتري في تحديد شكل النظام الشمسي وتطوره. من خلال دراسة الظروف التي كانت سائدة أثناء تكوين المشتري، يمكن للعلماء فهم كيفية تشكل الكواكب الأخرى وما هي الظروف التي كانت سائدة حينها.

تؤكد الدراسة على أن المشتري لم يكن مجرد كوكب عملاق في بداياته، بل كان له دور محوري في تشكيل التركيبة الحالية للنظام الشمسي.

الخاتمة

تقدم الدراسة الحديثة منظورًا جديدًا حول تكوين كوكب المشتري وكيفية تأثيره على النظام الشمسي. من خلال فهم حجم المشتري ومجاله المغناطيسي في الماضي، نتمكن من تحديد الظروف التي شهدها النظام الشمسي في مراحله الأولى. هذه الاكتشافات تعزز معرفتنا بالنظام الشمسي وتفتح آفاقًا جديدة لدراسة الكواكب وتكوينها.

Scroll to Top