في اكتشاف مذهل يعيد تعريف جمال المجرة المجاورة لمجرتنا، التقط تلسكوب ناسا الفضائي “تشاندرا” للأشعة السينية صورة جديدة لمجرة أندروميدا. هذه الصورة تمثل تكريمًا للعالمة فيرا روبين التي ساهمت بملاحظاتها في اكتشاف المادة المظلمة.
مشاركة الأدوات الفلكية في تحقيق الصورة
تم إنشاء هذه الصورة الرائعة بفضل التعاون بين العديد من التلسكوبات الفضائية والأدوات الأرضية. إلى جانب “تشاندرا”، شاركت أدوات مثل مهمة وكالة الفضاء الأوروبية XMM-Newton، وتلسكوبات ناسا المتقاعدة مثل GALEX وSpitzer، بالإضافة إلى أقمار اصطناعية أخرى مثل COBE وPlanck وHerschel.
تمت ملاحظة أندروميدا عبر أطوال موجية مختلفة في الطيف الكهرومغناطيسي، مما سمح لعلماء الفلك بجمع بيانات متنوعة وخلق صورة فريدة ومعقدة تعكس تفاصيل المجرة.
دور أندروميدا في اكتشاف المادة المظلمة
كانت مجرة أندروميدا جزءًا مهمًا في اكتشاف العالمة فيرا روبين للمادة المظلمة. في الستينيات، قامت روبين وفريقها بقياس سرعة دوران أذرع المجرة الحلزونية ووجدوا أن المجرة محاطة بهالة ضخمة من مادة غير مرئية.
هذه المادة توفر قوة الجاذبية التي تمنع المجرة من التشتت، مما أشار إلى وجود مادة غير معروفة شكلت 85% من محتوى الكون، وهي ما نعرفه اليوم بالمادة المظلمة.
الأبعاد الفلكية لمجرة أندروميدا
أندروميدا، كونها أقرب مجرة كبيرة إلى درب التبانة، على بعد حوالي 2.5 مليون سنة ضوئية، توفر فرصة فريدة لدراسة خصائص لا يمكن ملاحظتها في مجرتنا. على سبيل المثال، يمكننا رؤية أذرعها الحلزونية بوضوح، وهو ما لا يمكننا فعله مع درب التبانة.
الثقب الأسود العملاق في مركز أندروميدا
تكشف البيانات المجمعة من الأشعة السينية عن وجود ثقب أسود عملاق في مركز أندروميدا يُعرف بـ M31*. هذا الثقب الأسود أكبر بكثير من الثقب الأسود في مركز مجرتنا، ساجيتاريوس A*، حيث يزن 100 مليون مرة كتلة الشمس.
M31* معروف بتوهجاته العرضية، واحدة منها تم رصدها في 2013، بينما يُعتبر ساجيتاريوس A* أكثر هدوءًا نسبياً.
الخاتمة
تعكس الصورة الجديدة لمجرة أندروميدا الجمال والتعقيد الذي يمكن تحقيقه من خلال التعاون بين العديد من الأدوات الفلكية. مع تقدير مساهمات فيرا روبين في فهمنا للمادة المظلمة، تظل أندروميدا رمزًا للاستكشاف العلمي والتقدم المستمر في علم الفلك. هذه الاكتشافات تفتح آفاقًا جديدة لفهم الكون وتاريخه وتكوينه.