زائر بينجمي جديد: المذنب 3I/ATLAS

في حدث فلكي نادر، نجح المرصد الجنوبي الأوروبي في التقاط أوضح الصور حتى الآن للزائر بينجمي المذنب 3I/ATLAS، الذي يشق طريقه عبر النظام الشمسي. يُعتبر هذا المذنب الثالث من نوعه الذي يزور نظامنا الشمسي، بعد الكائنات بينجمية أخرى مثل 1I/أومواموا و2I/بوريسوف.

اكتشاف وتوثيق المذنب 3I/ATLAS

تم اكتشاف المذنب 3I/ATLAS في الأول من يوليو 2025 بواسطة تلسكوب المسح العميق العشوائي في تشيلي، وهو جزء من نظام الإنذار الأخير للارتطام الكويكبي الممول من ناسا. كان المذنب يبعد حوالي 670 مليون كيلومتر عن الشمس عند اكتشافه. وسرعان ما تأكد أنه زائر بينجمي بسبب مداره الفائق الغرابة.

أطلق على المذنب في البداية اسم C/2025 N1 (ATLAS)، لكن سرعان ما تم تعديله إلى 3I/ATLAS للإشارة إلى أنه الزائر البينجمي الثالث لنظامنا الشمسي.

التصوير والملاحظات الفلكية

تمت ملاحظة المذنب باستخدام تلسكوب المرصد الجنوبي الأوروبي الضخم (VLT) بعد يومين فقط من اكتشافه. بواسطة أداة FORS2، تم تسجيل حركة المذنب عبر السماء خلال 13 دقيقة فقط. كانت النتيجة صورة مكدسة تُعتبر الأعمق حتى الآن لهذا الزائر البينجمي.

أعلنت ESO أنه سيتم الحصول على صور أفضل للمذنب مع اقترابه من النظام الشمسي الداخلي. يُتوقع أن يقترب المذنب من الأرض في أواخر أكتوبر 2025، لكنه سيكون مخفيًا خلف الشمس في ذلك الوقت، مما يجعل من الصعب رصده.

التوقعات والدراسات المستقبلية

من المتوقع أن يصبح المذنب مرئيًا مرة أخرى في ديسمبر 2025 عندما يعود إلى الفضاء البينجمي. ستواصل ESO وتلسكوبات حول العالم إجراء الملاحظات على هذا الزائر السماوي العابر، على أمل كشف معلومات عن تكوينه وبنيته وأصله.

تُعد دراسة هذه الأجسام البينجمية فرصة فريدة لفهم المزيد عن الأجرام السماوية خارج نظامنا الشمسي، وقد تسهم هذه الأبحاث في تقديم رؤى جديدة حول كيفية تشكل وتطور الأجرام السماوية.

الخاتمة

يُعد اكتشاف المذنب 3I/ATLAS خطوة هامة في مجال الفلك، حيث يوفر للعلماء فرصة لدراسة زائر بينجمي جديد. مع تقدم التكنولوجيا وزيادة قدرات الرصد، يمكننا توقع اكتشافات جديدة في المستقبل ستساهم في توسيع فهمنا للكون والمكونات الغامضة التي يحتوي عليها.

Scroll to Top