في أواخر شهر يونيو وأوائل يوليو، ستتاح فرصة لمحبي الفلك لرؤية كوكب عطارد والقمر بالقرب من نجوم التوأم الساطعة، كاستور وبولوكس، في كوكبة الجوزاء. يعتبر هذا الحدث من الظواهر الفلكية المثيرة التي يمكن مشاهدتها خلال هذه الفترة.
عطارد: الكوكب الداخلي السريع
يُعرف عطارد بأنه الكوكب الأقرب إلى الشمس والأصغر بين الكواكب الرئيسية في نظامنا الشمسي. يتميز عطارد بمداره السريع حول الشمس، حيث يدور حولها 4.15 مرة في السنة الأرضية، لكنه يبدو لنا من الأرض وكأنه يدور فقط 3.15 مرة بسبب حركتنا النسبية.
تُعتبر رؤية عطارد تحديًا للكثير من الناس، نظرًا لقربه الدائم من الشمس ولأن مداره يجعله يظهر ويختفي بسرعة في السماء. في كل عام، يقوم عطارد بحوالي 3.5 جولات في السماء الصباحية ومثلها في المسائية، مع اختلافات كبيرة في ظهوره بسبب مداره الغريب والزوايا المتغيرة التي نراه منها.
مراقبة عطارد في السماء الصيفية
عادةً ما تكون فرص رؤية عطارد من النصف الشمالي للكرة الأرضية أفضل في الربيع، لكن هذا العام، يتاح لنا فرصة استثنائية خلال الصيف لمتابعة هذا الكوكب. من 20 يونيو وحتى 11 يوليو، سيكون من الممكن رؤية عطارد في السماء المسائية بأفضل موضع له في 4 يوليو.
في هذه الفترة، سيظهر عطارد بزاوية أكثر انحدارًا من الأفق الغربي الشمالي الغربي، مما يسهل علينا رؤيته. لكن، بسبب طول فترة الغسق الصيفي، لن نتمكن من مشاهدته في سماء مظلمة تمامًا كما في مارس.
تشكيل سماوي مميز
في 24 و26 يونيو، سيشهد عشاق الفلك مشهدًا سماويًا مميزًا حيث سيتشكل خط مستقيم بين عطارد ونجوم التوأم، بولوكس وكاستور. في 26 يونيو، سينضم القمر إلى هذا المشهد، ليظهر كقمر هلال رفيع بجانب عطارد والنجمين الساطعين.
يجب أن يكون لدى المراقبين زوج من المناظير لرؤية هذه الأجسام بوضوح بسبب ضوء الشفق. في هذا التوقيت، سيبدو عطارد أكثر سطوعًا من النجمين، مما يجعله من السهل التعرف عليه.
الخاتمة
يعتبر هذا الحدث الفلكي فرصة رائعة لعشاق الفلك لمتابعة عطارد والقمر في سماء الصيف. على الرغم من التحديات التي قد تواجه المراقبين بسبب الظروف الجوية، إلا أن المشهد يستحق المحاولة. مع انتهاء هذه الفترة، ستتراجع رؤية عطارد تدريجيًا ليظهر مجددًا في السماء الصباحية في أغسطس. لذا، احرصوا على متابعة السماء وعدم تفويت هذه الظاهرة الفريدة.