في هذا الأسبوع المثير، سيكون لمحبي مراقبة السماء في معظم أنحاء الولايات المتحدة وجنوب كندا فرصة نادرة لرؤية أكبر مركبتين فضائيتين تدوران حول الأرض في غضون دقائق قليلة من بعضهما البعض. تتجلى هذه الفرصة الرائعة في القدرة على مشاهدة محطة الفضاء الدولية والمحطة الصينية “تيانجونج” في سماء الفجر.
محطة الفضاء الدولية: الأكبر والأكثر إشراقًا
تُعد محطة الفضاء الدولية (ISS) أكبر جسم صناعي في مدار الأرض وأكثرها إشراقًا. بفضل أبعادها الهائلة وكتلتها التي تتجاوز 420,000 كيلوجرام، تصبح المحطة مرئية للعين المجردة كنجمة متحركة عبر السماء. تستمد المحطة طاقتها من مصفوفات شمسية كبيرة تجعلها تتألق في السماء، وأحيانًا يمكن رؤيتها تلمع بشدة مع انعكاس أشعة الشمس.
تدور المحطة حول الأرض بمتوسط ارتفاع 416 كم، وتكمل حوالي 15.5 دورة يوميًا. في أفضل حالاتها، يمكن أن تظهر المحطة أكثر سطوعًا من كوكب الزهرة، مما يجعلها من أكثر الأجسام الصناعية بروزًا في السماء.
المحطة الصينية “تيانجونج”: قصر سماوي في المدار
تشكل “تيانجونج” أو “القصر السماوي” محطة فضاء صينية أصغر من محطة الفضاء الدولية، لكنها لا تزال جزءًا مهمًا من برنامج الصين الفضائي. بكتلة تقدر بحوالي 69,900 كيلوجرام، تتكون من ثلاثة وحدات وتدور حول الأرض بمتوسط ارتفاع 393 كم.
تتميز “تيانجونج” بقدرتها على الظهور بوضوح في السماء الليلية، حيث يمكن أن تصل في أفضل مرور لها إلى سطوع مشابه لكوكب الزهرة.
فرص المشاهدة في يوليو
من الآن وحتى نهاية يوليو، سيتمكن سكان أمريكا الشمالية وأوروبا من رؤية المحطتين وهي تمر فوقهم. يرجع ذلك إلى ظروف موسمية تجعل الليل أقصر وتتيح للأقمار الصناعية في مدار منخفض أن تظل مضيئة بضوء الشمس طوال الليل.
في الصباح الباكر من يوم 5 يوليو، سيكون من الممكن رؤية كلتا المحطتين في السماء في نفس الوقت لأجزاء من شمال شرق الولايات المتحدة وشرق كندا، وهي فرصة نادرة نظرًا لاختلاف ارتفاع مدارات المحطتين وميلانهما.
كيفية تحديد أوقات المشاهدة
يمكن لمحبي السماء استخدام مواقع مثل “Heavens Above” أو تطبيق “Spot the Station” من ناسا للحصول على بيانات دقيقة حول أوقات مرور المحطتين. ببساطة، يحتاج المستخدم إلى إدخال موقعه الجغرافي للحصول على تفاصيل دقيقة حول مرور المحطتين فوق موقعه.
الخاتمة
يمثل هذا الأسبوع فرصة مثيرة لمراقبة الفضاء، حيث يمكن لمحبي السماء الاستمتاع بمشاهدة محطتي الفضاء الدولية والصينية “تيانجونج”. بفضل تكنولوجيا اليوم، أصبح من الممكن متابعة هذه الأجسام الضخمة وهي تدور حول الأرض، مما يضيف بعدًا جديدًا لفهمنا للفضاء وللتقدم التكنولوجي الذي وصل إليه البشر في استكشاف الفضاء.