تلسكوب ألما: نافذة مذهلة على الكون البعيد

في قلب صحراء أتاكاما في شمال تشيلي، يقع مرصد الصفيف الكبير المليمتري/تحت المليمتري لألما. هذا المرصد الفريد من نوعه يمثل تعاونًا دوليًا بين العلماء من أوروبا وأمريكا الشمالية وشرق آسيا وتشيلي. يهدف ألما إلى استكشاف أعمق المناطق الباردة والبعيدة من الكون حيث تولد النجوم والكواكب.

الأهمية العلمية لتلسكوب ألما

تلسكوب ألما ليس مجرد تلسكوب واحد، بل هو مجموعة من 66 هوائيًا دقيقًا، كل منها يبلغ قطره 7 أو 12 مترًا. هذه الهوائيات يمكن تحريكها عبر هضبة شاجنانتور لتكوين تشكيلات مختلفة. عندما تنتشر هذه الهوائيات بشكل صحيح، فإنها تعمل كجهاز تلسكوب راديوي عملاق يتمتع بدقة مذهلة.

الأهمية العلمية لألما تكمن في قدرته على رصد الأطوال الموجية المليمترية وتحت المليمترية التي عادةً ما تمتصها الغلاف الجوي للأرض. هذا يمكن العلماء من دراسة المناطق البعيدة من الفضاء حيث تتشكل النجوم والكواكب الجديدة.

التحديات المناخية والموقع الجغرافي

تم اختيار موقع مرصد ألما بعناية فائقة بسبب ارتفاعه وبيئته الجافة التي تقلل من التلوث الضوئي والرطوبة. ومع ذلك، فإن الموقع يمكن أن يواجه تحديات مناخية كما حدث مؤخرًا عندما غطت عاصفة ثلجية المنطقة، ما أجبر المرصد على الدخول في وضع “البقاء” حيث توقفت العمليات العلمية مؤقتًا.

بمجرد ذوبان الثلوج، استأنف المرصد عملياته، مما يبرز مرونة هذا المشروع العلمي الضخم في مواجهة التحديات البيئية.

المراحل الأولى لتطوير ألما

بدأ العمل على تلسكوب ألما في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وبدأت العمليات العلمية المبكرة في عام 2011. الوصول إلى هذا الإنجاز تطلب الكثير من الجهد والتنسيق بين الدول الشريكة، حيث تم تجميع الهوائيات واحدة تلو الأخرى في الموقع.

يتطلب بناء وتجميع هذه الهوائيات الضخمة دقة عالية وتقنية متقدمة للتأكد من أنها تعمل بتناغم كوحدة واحدة.

الخاتمة

يمثل مرصد ألما إنجازًا كبيرًا في مجال علم الفضاء، فهو يتيح للعلماء الفرصة لرصد الكون بطرق لم تكن ممكنة من قبل. من خلال تكوينه الفريد وقدرته على التكيف مع الظروف البيئية الصعبة، يظل ألما مرصدًا رائدًا في دراسة الكون وفهم نشأة النجوم والكواكب.

Scroll to Top