كشفت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) عن وجود مخاطر تهدد ثلاثة من بين 19 مهمة يتم التخطيط لها أو تنفيذها بالتعاون مع وكالة ناسا، وذلك نتيجة لتخفيضات الميزانية المقترحة من قبل إدارة الرئيس ترامب، والتي قد تقلص التمويلات المتاحة لوكالة الفضاء الأمريكية بنسبة 24٪.
المهمات المتأثرة بالتخفيضات
في مؤتمر صحفي عقد في الثاني عشر من يونيو، أعلنت كارول مانديل، مديرة العلوم في وكالة الفضاء الأوروبية، أن المراقب الفضائي للموجات الجاذبية LISA، والمسبار المداري لفينوس EnVision، وأكبر مرصد للأشعة السينية تم التخطيط له حتى الآن، NewAthena، يمكن أن تكون مهددة إذا مضت تخفيضات ميزانية ناسا المقترحة لعام 2026 قدمًا.
وأوضحت مانديل أنه في هذه المرحلة الأولية، يمكن التخفيف من الأثر على الـ16 مهمة الأخرى التي يتم التعاون فيها مع ناسا، ولكن الثلاث مهمات المتبقية قد تتطلب إعادة التفكير في حال حدوثها من الأساس. وقالت: “نحن نبحث في ثلاث مهمات محتملة، وإذا تم تمرير اقتراح الميزانية كما هو مكتوب، فسوف تتطلب إجراءات تعويضية. تلك هي LISA وEnVision وNewAthena”.
التعاون بين وكالة الفضاء الأوروبية وناسا
صرح جوزيف أشباخر، المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية، أن هذه مسألة تفاوض جارية في الولايات المتحدة، وليس من اختصاص وكالة الفضاء الأوروبية التعليق على هذه المفاوضات أو التدخل فيها، ولكننا نتأثر في عدد لا بأس به من المجالات التي، على الأقل في الوقت الحالي، مقترحة للإلغاء أو التخفيضات.
وأضاف أن بعض الأنشطة قد يتم تجميدها، ولم يتم اتخاذ أي قرارات أو إلغاءات حتى الآن لأن القرارات من الجانب الأمريكي لم تكتمل بعد، ونحن بحاجة إلى انتظار القرارات النهائية من الولايات المتحدة.
التحديات التقنية والمالية
تؤكد وكالة الفضاء الأوروبية على تقديرها العميق للتعاون بين أوروبا وناسا، ولكنها أشارت إلى أن أوروبا تمتلك أو يمكنها الحصول على القدرات التقنية اللازمة لاستبدال العناصر المفقودة. “هذا شيء نعمل عليه الآن،” أضافت مانديل.
يمكن أن يمتد التهديد إلى عدد أكبر من المهمات إذا اضطرت وكالة الفضاء الأوروبية إلى إعادة تخصيص الأموال، مما يتطلب منا تقييم التكلفة والوقت اللازمين للانتظار.
تأثيرات إضافية على المهمات المستقبلية
رغم أن إطلاق مركبة Sentinel-6B في 16 نوفمبر 2025 سيسير كما هو مخطط، إلا أن مهمة شقيقتها Sentinel-6C قد تتأثر أيضًا بالتخفيضات المقترحة إذا تم تمريرها بنجاح.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر التخفيضات المقترحة في ميزانية الولايات المتحدة على المسبار المريخي المخطط له “روزاليند فرانكلين”، المعروف سابقًا باسم مسبار إكسومارس، حيث كان من المقرر أن يحتوي على عدة مكونات مقدمة من ناسا.
الخاتمة
لا تزال الأمور غير محسومة، حيث لم يتخذ الكونغرس الأمريكي القرار النهائي بشأن كيفية تخصيص الأموال الفيدرالية. ومن المتوقع أن يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن ميزانية العام المالي 2026 في خريف 2025، بينما ستجتمع وكالة الفضاء الأوروبية في نهاية نوفمبر لتحديد ميزانيتها الخاصة. يعني ذلك أن الوكالة قد تضطر إلى المضي قدمًا في التخطيط للطوارئ والميزنة قبل معرفة النتائج النهائية لتخفيضات الميزانية الأمريكية المقترحة.