في مساء الأول من يوليو، التقط تلسكوب في تشيلي، جزء من نظام التحذير الأخير من تأثير الكويكبات التابع لناسا، نقطة متحركة جديدة في السماء، والتي تم تحديدها لاحقًا كمذنب 3I/ATLAS، وهو ثالث زائر بينجمي معروف للعلم. هذا الاكتشاف أدهش العلماء وأثار موجة من الأبحاث لدراسة هذا الجسم الفضائي الفريد.
الاكتشاف الأولي والتسمية
عندما أبلغ لاري دينو، مهندس البرمجيات في ATLAS، مركز الكواكب الصغيرة التابع للاتحاد الفلكي الدولي عن هذا الاكتشاف، بدا الأمر كاكتشاف روتيني تمامًا. لكن تبين لاحقًا أن هذا الجسم هو زائر بينجمي، وهو الثالث من نوعه الذي يتم التعرف عليه. تم تسمية هذا الجسم في البداية بـ A11pI3Z، ولكن بعد أيام قليلة، وبسبب جهود متابعة مكثفة من قبل الفلكيين حول العالم، حصل على اسم أكثر رسمية وهو المذنب 3I/ATLAS.
الطبيعة البينجمية للمذنب
أثبتت الطبيعة البينجمية للمذنب 3I/ATLAS من خلال جهود مجموعة من الفلكيين الهواة الذين تمكنوا من تعقب الجسم في صور التقطتها تلسكوبات أخرى لـ ATLAS في أواخر يونيو. وقد ساعدت هذه الملاحظات المبكرة في حساب مسار 3I/ATLAS بشكل أكثر دقة، حيث يتحرك بسرعة تقارب 70 كيلومترًا في الثانية بالنسبة للشمس.
تعتبر هذه السرعة أسرع بكثير من أي جسم في النظام الشمسي، مما يعني أن 3I/ATLAS يتبع مدارًا مكافئًا، ومن المتوقع أن يمر بسرعة عبر النظام الشمسي الداخلي قبل أن يعود إلى الفراغ البينجمي.
المذنب وخصائصه
لا يشكل 3I/ATLAS أي تهديد للأرض، حيث من المتوقع أن يقترب من الشمس في 30 أكتوبر، ولن يقترب من الأرض بأكثر من 240 مليون كيلومتر. تشير الملاحظات إلى أن المذنب محاط بسحب من الغاز والغبار ويترك ذيلًا من الحطام مع ارتفاع درجة حرارة سطحه بسبب إشعاع الشمس.
تتراوح تقديرات حجم المذنب بين خمسة إلى خمسين كيلومترًا في القطر، وستساعد المراقبات المستقبلية باستخدام تلسكوبات أكثر قوة، مثل تلسكوب جيمس ويب الفضائي، في توضيح أبعاد المذنب وتركيبه.
مقارنة مع زوار بينجميين سابقين
المذنب 3I/ATLAS هو ثالث زائر بينجمي بعد ‘أومواموا و2I/بوريسوف. بينما أثار ‘أومواموا جدلاً كبيرًا بسبب شكله الممدود ومساره الغريب، فإن 2I/بوريسوف تم قبوله كمذنب تقليدي. لذا، يُعتبر 3I/ATLAS بمثابة نقطة فاصلة ستساعد في تحديد ما إذا كان ‘أومواموا حالة فريدة أم أن الكون أكثر تنوعًا مما نتوقع.
الخاتمة
يمثل المذنب 3I/ATLAS فرصة فريدة للفلكيين لدراسة جسم بينجمي عن كثب في وقت حرج. قد يساعد هذا الاكتشاف في فهمنا لأصول وتكوين الأجرام البينجمية وكيفية تكوين الأنظمة الشمسية الأخرى. مع استمرار البحث والاكتشافات المستقبلية باستخدام مرافق مثل مرصد فيرا سي روبين، يمكن أن نكتشف المزيد من الزوار البينجميين، مما يفتح آفاقًا جديدة في معرفتنا الكونية.