باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، قام العلماء بدراسة نجم فاشل يُعرف بالقزم البني، الذي أطلق عليه اسم “الحادثة”. قد تسهم هذه النتائج في حل لغز طويل الأمد يتعلق بكواكب الغاز العملاقة في النظام الشمسي، مثل المشتري وزحل.
ما هي الأقزام البنية؟
تُعرف الأقزام البنية بالنجم الفاشل لأنها تتشكل مثل النجوم من سحب الغاز والغبار، لكنها لا تمتلك الكتلة الكافية لبدء اندماج الهيدروجين في الهيليوم في نواتها. تتراوح كتلة الأقزام البنية بين 13 و80 ضعف كتلة كوكب المشتري.
على الرغم من أن “الحادثة” تندرج ضمن هذه الفئة، إلا أنها تبرز بسبب عمرها الذي يتراوح بين 10 و12 مليار سنة، ووجود خصائص لم تُشاهد إلا في الأقزام البنية الحديثة.
دور تلسكوب جيمس ويب في الاكتشاف
بفضل قدرات تلسكوب جيمس ويب، تم اكتشاف وجود جزيء بسيط يُعرف باسم السيلان، الذي يتكون من ارتباط السيليكون والهيدروجين. هذا الاكتشاف قد يقدم تفسيرًا لبعض الظواهر الغامضة في كواكب الغاز العملاقة.
كان العلماء يتوقعون العثور على السيلان في كواكب الغاز العملاقة مثل المشتري وزحل، ولكنه كان غائبًا في السابق.
الظروف الكيميائية في الكواكب العملاقة
يعتقد العلماء أن السيليكون في المشتري وزحل يرتبط بالأوكسجين لتشكيل أكاسيد مثل الكوارتز، مما يجعله يغوص في أعماق الغلاف الجوي للكواكب، وبالتالي يتجنب الكشف بواسطة المركبات الفضائية.
لكن وجود السيلان في “الحادثة” يشير إلى أن هذه الجزيئات قد تكون موجودة في الغلاف الجوي للأقزام البنية والكواكب الغازية الأخرى.
تأثيرات الاكتشاف على أبحاث الكواكب
توضح هذه الدراسة أهمية دراسة الأقزام البنية لفهم ظروف الكواكب العملاقة خارج النظام الشمسي. على الرغم من عدم إمكانية دعم الحياة على الأقزام البنية، إلا أن دراستها قد تساعد في تحليل الأجواء الكوكبية الأخرى وتقييم قابليتها للحياة.
يعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة في إعداد العلماء لتحليل البيانات الكيميائية للكواكب الصخرية المحتملة الشبيهة بالأرض في المستقبل.
الخاتمة
يمثل اكتشاف السيلان في القزم البني “الحادثة” إنجازًا كبيرًا في علم الفلك، حيث يفتح الباب لفهم أعمق للظروف الكيميائية في الكواكب الغازية العملاقة. يساهم هذا الاكتشاف في حل الألغاز المحيطة بكواكب مثل المشتري وزحل، ويعزز من أهمية الأقزام البنية كأدوات بحثية لفهم العوالم الأخرى في الكون.