في تطور علمي مذهل، تمكنت مركبة جونو التابعة لناسا من رصد الشفق القطبي لقمر كاليستو، أحد أقمار المشتري الأربعة المعروفة باسم أقمار غاليليو. هذا الاكتشاف يكمل مجموعة التوقيعات الشفقية لجميع هذه الأقمار، وهي آيو، أوروبا، غانيميد، وكاليستو.
تفاعل الأقمار مع المجال المغناطيسي للمشتري
مثل الأرض، يتمتع كوكب المشتري بشفق قطبي مذهل حول قطبيه، لكنه يختلف في تفاعل أقمار غاليليو معه. تعود هذه الظاهرة إلى التفاعلات الكهرومغناطيسية بين الأقمار والمجال المغناطيسي للمشتري، ما ينتج عنه انبعاثات شفقية متعددة الأطوال الموجية.
كان من الصعب في السابق تحديد توقيع الشفق القطبي لكاليستو بسبب ضوءه الخافت وتداخله مع الشفق الساطع لكوكب المشتري. ومع ذلك، بفضل التغيرات في المجال المغناطيسي للمشتري، تمكنت جونو من رصد التوقيع بوضوح.
التحديات في رصد الشفق القطبي لكاليستو
واجه العلماء تحديًا كبيرًا في رصد الشفق القطبي لكاليستو نظرًا لضعف إشعاعاته وتداخلها مع الإشعاعات القوية للمشتري. كان من الضروري حدوث تغيير في الشفق القطبي للمشتري ليتمكن العلماء من ملاحظة شفق كاليستو.
لحسن الحظ، حدث هذا التغيير في سبتمبر 2019، عندما كانت جونو في وضع مثالي لرصد جميع الأقمار الأربعة في آن واحد. هذا التغير سمح بملاحظة التفاعلات بين كاليستو والمجال المغناطيسي للمشتري بدقة عالية.
مستقبل الأبحاث في نظام المشتري
مع استمرار الأبحاث باستخدام جونو، من المتوقع انضمام مركبات فضائية أخرى في السنوات القادمة لاستكشاف المزيد من الألغاز في نظام المشتري. من المقرر وصول مركبة كليبر الخاصة بناسا إلى المشتري في عام 2030، تليها مركبة جوس التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية في العام التالي.
هذه المهام ستساهم في فهم أعمق لتفاعلات الأقمار مع المجال المغناطيسي لكوكب المشتري، وربما تفتح الباب أمام اكتشافات جديدة في علم الفلك.
الخاتمة
يعد اكتشاف الشفق القطبي لكاليستو خطوة هامة في دراسة نظام المشتري وأقماره. تفتح هذه النتائج أفقًا جديدًا لفهم التفاعلات الكهرومغناطيسية بين الكواكب وأقمارها، وتعد بمزيد من الاكتشافات في المستقبل القريب مع انضمام مركبات فضائية جديدة لمهمة استكشاف النظام الشمسي الخارجي.