في عالم الفلك والنجوم، يعتبر الدب الأصغر أو كوكبة الدب الصغير واحدة من الكوكبات التي تثير الفضول والاهتمام. يمكن استخدام نجوم الدب الأكبر لتحديد موقع الدب الأصغر، مما يجعلها أداة هامة للمبتدئين في علم الفلك. في هذا المقال، سنستعرض أسرار هذه الكوكبة وكيفية رصدها في السماء.
التعريف بكوكبة الدب الأصغر
الدب الأصغر، المعروف أيضًا باسم كوكبة الدب الصغير، هو جزء من السماء الشمالية. تتكون هذه الكوكبة من سبعة نجوم تشكل نمطًا يشبه الدلو الصغير. على الرغم من أن الدب الأكبر أكثر شهرة، إلا أن الدب الأصغر يلعب دورًا حيويًا في تحديد الاتجاهات بسبب وجود النجم القطبي، بولاريس، في نهايته.
البولاريس، أو النجم الشمالي، هو النجم الأكثر شهرة في هذه الكوكبة. يقع هذا النجم في نهاية المقبض وهو بمثابة دليل للباحثين عن الشمال. يُستخدم البولاريس كنقطة مرجعية لتحديد الاتجاهات الجغرافية، وهو مرئي في السماء الشمالية طوال العام.
كيفية رصد الدب الأصغر في السماء
رؤية الدب الأصغر تتطلب سماءً مظلمة نظرًا لأن معظم نجومها خافتة وتختفي تحت تأثير التلوث الضوئي. الطريقة الأكثر فعالية للعثور على الدب الأصغر هي باستخدام نجوم المؤشر في وعاء الدب الأكبر، مثل الدبه والمراق. برسم خط وهمي بين هذين النجمين وتمديده خمس مرات، ستصل إلى البولاريس.
مكان ظهور البولاريس في السماء يعتمد على خط العرض الذي تتواجد فيه. في نصف الكرة الشمالي، يرتفع النجم كلما اتجهت شمالًا، وينخفض كلما اتجهت جنوبًا. في القطب الشمالي، يظهر البولاريس مباشرة فوق الرأس، بينما يقترب من الأفق مع الاقتراب من خط الاستواء.
حراس القطب وأهمية الدب الأصغر في التاريخ
بالإضافة إلى البولاريس، هناك نجمان آخران في الدب الأصغر يعرفان بحراس القطب، وهما كوكاب وفيركاد. يظهر هذان النجمين وكأنهما يحرسان القطب السماوي، ويستخدمان في الملاحة الفلكية لتحديد الوقت والموقع في البحر.
تاريخيًا، كان كوكاب هو النجم القطبي في زمن العصر الحديدي، حوالي 1200 قبل الميلاد. وقد استخدمه المستكشفون القدماء كمرجع لتوجيه رحلاتهم عبر المحيطات الشاسعة.
بولاريس: النجم العملاق والساطع
على الرغم من أن الكثير يعتقدون أن البولاريس هو النجم الأكثر سطوعًا في السماء، إلا أنه في الواقع يحتل المرتبة السابعة والأربعين من حيث السطوع. البولاريس هو نظام نجمي ثلاثي، والنجم الرئيسي فيه هو عملاق أصفر يبعد حوالي 446 سنة ضوئية عن الأرض.
يتغير سطوع البولاريس بشكل طفيف على مدى فترة زمنية، وهو ما يُعرف بظاهرة النجم المتغير سيفيد. يُعتبر هذا التغيير الطفيف في السطوع جزءًا من دورة زمنية تقدر بأربعة أيام.
الخاتمة
الدب الأصغر هو جزء هام من سماء الليل، سواء في التوجيه الجغرافي أو في التاريخ الفلكي. على الرغم من أن نجومه قد تكون خافتة، إلا أن وجود البولاريس يجعل من هذه الكوكبة مرجعًا لا غنى عنه للملاحة والبحث عن الشمال. مع التقدم في علم الفلك وتكنولوجيا الرصد، يمكن للهواة والمحترفين على حد سواء الاستمتاع بجمال هذه الكوكبة واستكشاف المزيد من أسرارها.