في خطوة مهمة لفهم كيفية تطور المجرات، كشف تلسكوب جيمس ويب الفضائي عن تفاصيل مثيرة للدهشة حول الغبار الكوني الذي يتمكن من البقاء على قيد الحياة في بيئات كونية قاسية. تمت دراسة هذه الظاهرة من خلال مراقبة مجرة ماكاني، حيث تم اكتشاف جزيئات غبار تتنقل بعيدًا عن موطنها الأصلي.
مراقبة الغبار الكوني عبر تلسكوب جيمس ويب
استخدم فريق من علماء الفلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي لدراسة الغبار الكوني في مجرة ماكاني، وقد أسفر ذلك عن اكتشاف جزيئات غبار صغيرة قادرة على البقاء في بيئات قد تكون مدمرة. وقد أعطت هذه النتائج فهمًا أعمق لكيفية تنفس المجرات ونموها وإعادة تدوير المواد الخام التي تغذي الأجيال القادمة من النجوم.
قبل هذه الدراسة، لم تكن هناك أي اكتشافات مباشرة للغبار على هذا النطاق الواسع. وقد أشار البروفيسور سيلفان فيلويكس إلى أن تلسكوب ويب كان المفتاح لتحقيق هذا الاكتشاف.
أصل الغبار الكوني من مجرة ماكاني
نشأ الغبار الكوني المكتشف من مجرة ماكاني، وهي مجرة ضخمة خضعت لاندفاعات شديدة من تكوين النجوم منذ 7 ملايين عام ومرة أخرى منذ 0.4 مليار عام. نتج عن هذه الانفجارات النجمية رياح مجرية قوية للغاية، مما دفع الغاز والغبار نحو الهالة المجرية الواسعة.
باستخدام أدوات الأشعة تحت الحمراء لتلسكوب جيمس ويب، تمكن الفريق من رصد توهج ضعيف لجزيئات الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، التي تعمل كمتتبع لكيفية تصرف الغبار أثناء رحلته عبر بيئة المجرة القاسية.
تحديات بقاء الغبار الكوني
على الرغم من الظروف القاسية، فقد تمكن الكثير من الغبار من الصمود للوصول إلى الوسط الهالي المحيط بالمجرة، رغم أنه يظهر علامات التآكل. تتقلص جزيئات الهيدروكربونات العطرية وتزداد تأينًا كلما زادت المسافة عن مركز المجرة، مما يشير إلى تدمير تدريجي على مدى 100 مليون سنة تقريبًا.
عند انتقال الغبار نحو الخارج، يواجه غازات درجات حرارتها تتجاوز 17,000 درجة فهرنهايت، وهي ظروف من المفترض أن تتسبب في تبخر الجسيمات الهشة.
آلية بقاء الغبار: مزج السحب والرياح
اقترح الباحثون آلية للبقاء تُعرف باسم “مزج السحب والرياح”، حيث يتم حماية حبيبات الغبار بواسطة جيوب من الغاز البارد بينما يتبدد الغاز الساخن المحيط ببطء. تفسر هذه الآلية سبب إمكانية اكتشاف انبعاث الهيدروكربونات العطرية على مسافات شاسعة من المجرة.
يمكن أن تستهدف الأبحاث المستقبلية دفع الملاحظات إلى أبعد من ذلك، ربما لاكتشاف الغبار في المساحات الشاسعة بين المجرات، مما يكشف عن مدى بُعد المادة المجرية في رحلتها.
الخاتمة
تضيف هذه الاكتشافات رؤية جديدة حول دورة حياة المجرات وكيفية إعادة تدوير المادة الكونية. بقاء الغبار الكوني في ظروف قاسية يفتح نافذة جديدة لفهم كيفية تطور المجرات وما يمكن أن يحدث في المستقبل. مع استمرار الأبحاث، قد نكتشف المزيد حول كيفية انتقال المادة عبر الكون، مما يعمق فهمنا لطبيعة الكون الدائمة التغير.