تعد قصة روز فيريرا مثالاً على الكفاح والتحدي، إذ انتقلت من حياة مليئة بالصعوبات في الكاريبي إلى العمل كمتدربة ثم موظفة بدوام كامل في وكالة ناسا. تعرضت فيريرا للكثير من التحديات والعقبات في حياتها، لكنها لم تستسلم أبداً.
طفولة صعبة في الدومينيكان
نشأت روز فيريرا في حي فقير في جمهورية الدومينيكان، حيث كان الفقر جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية. لم تكن الحياة سهلة بالنسبة لها، فقد تعرضت لأشكال متعددة من العنف والإهمال، ما شكل جزءاً من تجربتها الحياتية.
رغم الظروف القاسية، أظهرت فيريرا شغفاً كبيراً بالعلم والفضاء منذ صغرها. لكنها كانت تعلم أن التعليم في بيئتها لن يوفر لها الإجابات التي تبحث عنها، مما دفعها للسعي للحصول على فرص أفضل خارج حدود وطنها.
الهجرة إلى الولايات المتحدة
عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، هاجرت فيريرا إلى الولايات المتحدة بحثاً عن حياة أفضل. كانت الحياة في نيويورك مليئة بالتحديات، حيث وجدت نفسها بلا مأوى لفترة من الزمن بعد الانفصال عن زوجها. لكنها كانت مصممة على تحسين وضعها.
بدأت فيريرا في العمل كمساعدة صحية منزلية، مما مكنها من توفير المال لاستئجار شقة واستكمال تعليمها. حصلت على شهادة الثانوية العامة وبدأت في دراسة العلوم في الكلية، رغم نصائح مستشاريها بعدم القيام بذلك.
التحديات الصحية والعودة للدراسة
واجهت فيريرا تحديات صحية كبيرة، بما في ذلك تشخيصها بسرطان عنق الرحم وحادث سير خطير. لكن هذه الصعوبات لم تثنها عن مواصلة تعليمها وتحقيق أحلامها في العمل بمجال العلوم.
انتقلت لدراسة علم الفلك والعلوم الكوكبية في جامعة أريزونا، حيث فتحت لها الأبواب نحو فرص التدريب في ناسا. تمكنت من الحصول على درجة الماجستير في هندسة نظم الفضاء من جامعة جونز هوبكنز.
العمل في ناسا والتحديات السياسية
عملت فيريرا في مركز جودارد لأبحاث الفضاء التابع لناسا، حيث شاركت في مشاريع مدهشة مثل إطلاق أول صورة ميدانية عميقة من تلسكوب جيمس ويب الفضائي. لكنها واجهت تحديات كبيرة بسبب التغيرات السياسية في الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بسياسات التنوع والشمول.
أدى انتخاب الرئيس السابق إلى تغييرات جذرية في سياسات ناسا، مما أثر بشكل مباشر على فيريرا وعملها. تم حذف مقالة ناسا التي تسلط الضوء على إنجازاتها، مما أثار ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
الخاتمة
قصة روز فيريرا هي قصة كفاح وإصرار، حيث تجاوزت العديد من العقبات لتحقيق حلمها بالعمل في ناسا. رغم كل الصعوبات، لم تتخل عن شغفها بالعلم والفضاء. اليوم، تركز جهودها على العمل في مجال التوعية والنشاط الاجتماعي لمساعدة المجتمعات المحرومة، وتأمل في أن تكون مصدر إلهام للآخرين.