تعد العلاجات التكميلية والبديلة موضوعًا شائعًا للكثير من العائلات التي تسعى لتحسين حياة أطفالها المصابين بالتوحد. ومع ذلك، فإن دراسة حديثة أجريت بمشاركة جامعات مرموقة تشير إلى ضرورة إعادة النظر في فعالية هذه العلاجات وسلامتها.
مراجعة واسعة النطاق للعلاجات التكميلية والبديلة
أجرى باحثون من جامعة باريس نانتير وجامعة باريس سيتي وجامعة ساوثهامبتون دراسة شاملة نُشرت في مجلة Nature Human Behaviour. وقد شملت هذه الدراسة تقييم 248 تحليلًا شموليًا، بما في ذلك 200 تجربة سريرية بمشاركة أكثر من 10,000 مشارك.
ركزت الأبحاث على تقييم فعالية وسلامة العلاجات التكميلية والبديلة لعلاج التوحد. وشملت هذه العلاجات 19 نوعًا من التدخلات، مثل العلاج بالموسيقى، والعلاج بالبروبيوتيك، والعلاج بالفيتامينات، وغيرها.
نتائج غير موثوقة وتقييمات سلامة نادرة
كشفت الدراسة أن معظم العلاجات التكميلية والبديلة لم تظهر أدلة قوية تدعم فعاليتها. وكانت النتائج بشكل عام غير موثوقة، مع نقص ملحوظ في تقييمات السلامة لمعظم العلاجات.
أشارت النتائج إلى أن أقل من نصف العلاجات المُراجعة تضمنت بيانات عن السلامة أو القبول أو الأحداث الضارة. وهذا ما يثير القلق بشأن استخدام هذه العلاجات دون فهم كامل لتأثيراتها الجانبية المحتملة.
منصة إلكترونية جديدة لدعم اتخاذ القرار
كجزء من الدراسة، طور الباحثون منصة إلكترونية جديدة تهدف إلى تسهيل الوصول إلى الأدلة المتاحة حول العلاجات التكميلية والبديلة للتوحد. هذه المنصة مصممة لمساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد وأسرهم، وكذلك الممارسين الطبيين، في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن العلاجات.
تتيح المنصة للمستخدمين الاطلاع على الأدلة المتاحة وتقييمها، مما يسهم في تعزيز الفهم حول فعالية وسلامة هذه العلاجات.
الخاتمة
توصلت الدراسة إلى أن العلاجات التكميلية والبديلة للتوحد تفتقر إلى الأدلة القوية لدعم استخدامها. وأكد الباحثون على أهمية الاعتماد على الأدلة العلمية القوية عند اتخاذ القرارات العلاجية. وفي هذا السياق، يمكن أن تكون المنصة الإلكترونية الجديدة أداة قيمة لمساعدة الأفراد وأسرهم في التوجيه نحو الخيارات العلاجية المناسبة.