‎دراسة: حمية الكيتو وعقار جديد قد يضاعفان حرق الدهون

تشير دراسة جديدة إلى أن الدمج بين النظام الغذائي الكيتوني وعقار تجريبي قد يؤدي إلى تسريع معدل حرق الدهون في الجسم بشكل ملحوظ. هذا الاكتشاف قد يشكّل خطوة واعدة في مكافحة السمنة وتحسين الصحة الأيضية، حيث يجمع بين نظام غذائي معروف بفوائده وبين علاج دوائي جديد لتعزيز النتائج.

ما هو النظام الكيتوني؟

النظام الغذائي الكيتوني هو خطة غذائية منخفضة الكربوهيدرات وغنية بالدهون، تدفع الجسم إلى الدخول في حالة تُعرف باسم “الكيتوزية”، حيث يبدأ الجسم في حرق الدهون بدلاً من الكربوهيدرات للحصول على الطاقة. وقد أثبت هذا النظام فعاليته في المساعدة على إنقاص الوزن وتحسين مؤشرات صحية عديدة مثل مستويات السكر والكوليسترول في الدم.

العقار الجديد: Cpd1

في الدراسة المنشورة حديثًا في مجلة Nature Metabolism، استخدم باحثون من جامعة شنغهاي عقارًا تجريبيًا يُعرف باسم Cpd1، والذي يعمل على تنشيط بروتين يدعى “PPARα”، له دور أساسي في تنظيم عملية الأيض، وخصوصًا استقلاب الدهون في الكبد.

عند دمج النظام الكيتوني مع هذا العقار، لاحظ العلماء زيادة كبيرة في معدلات حرق الدهون، إلى جانب تحسينات في حساسية الإنسولين، وانخفاض في الدهون الثلاثية، وهي من المؤشرات المهمة لصحة القلب والأوعية الدموية.

نتائج الدراسة على الفئران

شملت الدراسة تجارب على الفئران التي تم تقسيمها إلى مجموعات: واحدة تتبع نظامًا غذائيًا عاديًا، وأخرى تتبع نظام الكيتو فقط، وثالثة تتناول عقار Cpd1 فقط، وأخيرًا مجموعة تجمع بين الكيتو والعقار. وكانت النتائج الأكثر إثارة للإعجاب في المجموعة الأخيرة، حيث تضاعف فقدان الدهون وتحسنت مؤشرات الأيض بشكل عام.

آلية التأثير المزدوج

أوضح الباحثون أن نظام الكيتو يرفع بشكل طبيعي من مستويات الأحماض الدهنية في الدم، وهو ما يعزز نشاط بروتين PPARα. وعندما يتم تحفيز هذا البروتين دوائيًا باستخدام Cpd1، يتم تسريع عملية حرق الدهون بشكل أكبر، مما يؤدي إلى تحسينات مميزة في صحة الجسم.

هل يمكن تطبيقه على البشر؟

رغم أن النتائج واعدة، إلا أن الدراسة أجريت على نماذج حيوانية، وبالتالي هناك حاجة إلى تجارب سريرية بشرية لتأكيد فعالية وسلامة العقار الجديد. مع ذلك، يرى الباحثون أن هذا النهج قد يكون مفيدًا مستقبلًا في تطوير علاجات فعالة للسمنة، خاصة عند استخدامه بالتوازي مع تدخلات غذائية مدروسة.

الخاتمة

تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة في مجال مكافحة السمنة وتعزيز الصحة الأيضية. من خلال الجمع بين النظام الغذائي الكيتوني وعقار يستهدف آليات حرق الدهون، قد يصبح بالإمكان تقديم حلول أكثر فعالية لأولئك الذين يعانون من صعوبة في فقدان الوزن. ومع التقدم في الأبحاث، قد نشهد قريبًا تطبيقات سريرية لهذه الطريقة، ما قد يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة الكثيرين.

Scroll to Top