دراسة جديدة تكشف عن تأثير وفاة الوالدين على التنمر في المدارس

كشفت دراسة حديثة قادتها كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن أن الأطفال الذين فقدوا أحد الوالدين معرضون بشكل أكبر ليكونوا ضحايا للتنمر في المدارس. نُشرت الدراسة في مجلة الاضطرابات العاطفية وقامت بمسح 21,000 طفل في الصين لتحديد العلاقة بين فقدان الوالدين والتنمر المدرسي.

التفاصيل الرئيسية للدراسة

أظهرت الدراسة أن العلاقة بين فقدان الوالدين والتنمر في المدارس تختلف حسب جنس الطفل والوالد المتوفي، العمر عند وقوع الوفاة، والمنطقة الجغرافية. كان المراهقون في المناطق الريفية، الفتيات، والشباب الأكبر سناً (من 13 إلى 17 عامًا) أكثر عرضة للتنمر بعد وفاة أحد الوالدين.

أوضح الدكتور زيمينغ شوان، أستاذ علوم الصحة المجتمعية في جامعة بوسطن والباحث الرئيسي في الدراسة، أن وفاة الوالدين في الطفولة تعتبر تجربة مؤلمة كبيرة تزيد بشكل كبير من خطر التعرض لنتائج سلبية أخرى، بما في ذلك التنمر.

تأثير وفاة الأم على الأبناء الذكور

أشارت الدراسة إلى أن وفاة الأم تحديدا تزيد من خطر التعرض للتنمر بين الشباب الذكور. يوضح الدكتور شوان أن الدعم الذي تقدمه الأم يمكن أن يلعب دورًا واقيًا فريدًا في حياة الأبناء، مما يجعل فقدانها تجربة أكثر صعوبة عليهم.

السند العائلي يمكن أن يشكل بشكل كبير صحة الأطفال البدنية والعقلية والاقتصادية والاجتماعية، وكلها عوامل تؤثر على كيفية تفاعلهم مع زملائهم وكيفية تكوينهم للعلاقات في المدرسة.

بيانات وأرقام الدراسة

استخدمت الدراسة بيانات من مسح الصحة النفسية للأطفال والمراهقين في الفترة من 2019 إلى 2021، والتي تتضمن صحة أكثر من 35,000 طفل في جنوب غرب الصين. من بين المجموعة الدراسية، حوالي 3% من المشاركين فقدوا أحد الوالدين، وأكثر من 15% أبلغوا عن تعرضهم للتنمر في المدرسة.

أغلب حالات وفاة الوالدين في الصين خلال فترة الدراسة وقعت قبل بدء جائحة كوفيد-19، لكن يُقدر أن حوالي ثمانية ملايين طفل تحت 18 عامًا حول العالم فقدوا أحد الوالدين أو مقدم الرعاية الأساسي بسبب سبب متعلق بالجائحة.

التدخلات المقترحة لمعالجة المشكلة

يأمل الباحثون أن تساعد هذه البيانات في تشكيل دعم مخصص للشباب الذين يمرون بفترة حداد على فقدان أحد الوالدين. يجب أن تكون التدخلات الفعالة لتقليل خطر التنمر المدرسي بين الأطفال الذين فقدوا والديهم متعددة الطبقات وطويلة الأمد، وتشمل الأبعاد العاطفية والاجتماعية للدعم.

يمكن أن تشمل هذه التدخلات الاستشارات الشخصية، والمشاركة الفعالة من قبل مقدمي الرعاية المتبقين أو الأسرة الممتدة، وبرامج مصممة حسب المرحلة التنموية والخلفية الثقافية.

الخاتمة

في الختام، تشير الدراسة إلى أهمية تقديم دعم متعدد الأبعاد للأطفال الذين فقدوا أحد الوالدين، وذلك للحد من تعرضهم للتنمر في المدارس. يجب أن يتضمن الدعم برامج تعليمية واجتماعية تراعي التغيرات في احتياجات الأطفال خلال عملية الحداد. ينبغي على المدارس تدريب المعلمين والموظفين للتعرف على علامات الحزن والضعف ولتعزيز بيئات شاملة ومتسامحة. يمكن أن يكون المناخ المدرسي الدافئ والرعاية الحنونة حاسمين في تقليل خطر التنمر وتعزيز المرونة بين الشباب الذين فقدوا والديهم.

Scroll to Top