كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة إكستر ونُشرت في مجلة Free Radical Biology and Medicine، عن تأثير النظام الغذائي الغني بالنترات على خفض ضغط الدم لدى كبار السن. تأتي هذه الدراسة في سياق الأبحاث التي أظهرت قدرة النترات على خفض ضغط الدم وتقليل مخاطر أمراض القلب، حيث تعتبر النترات جزءًا طبيعيًا من نظام غذائي غني بالخضروات.
النترات وفوائدها الصحية
تعتبر النترات مركبًا مهمًا للجسم، حيث تُستهلك بشكل طبيعي ضمن نظام غذائي غني بالخضروات. وأظهرت الدراسات السابقة أن تناول النترات يمكن أن يقلل من ضغط الدم، مما يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب. تعتمد هذه الفوائد على تحويل النترات إلى أكسيد النيتريك في الجسم، وهو عنصر أساسي لصحة الأوعية الدموية وتنظيم ضغط الدم.
في الدراسة الحالية، تم إعطاء المشاركين الأكبر سنًا مشروبًا مركزًا من عصير البنجر مرتين يوميًا لمدة أسبوعين. أظهرت النتائج انخفاضًا في ضغط الدم لديهم، وهو تأثير لم يُلاحظ في المجموعة الأصغر سنًا.
تأثير النترات على البكتيريا الفموية
تُظهر الدراسة أن التأثير الإيجابي للنترات على ضغط الدم لدى كبار السن قد يكون ناتجًا عن التغير في توازن البكتيريا الفموية. إذ أن هناك توازنًا بين البكتيريا المفيدة والضارة في الفم، والذي يمكن أن يؤثر على تحويل النترات إلى أكسيد النيتريك.
بعد تناول عصير البنجر الغني بالنترات، لوحظ تغيرات كبيرة في تركيبة الميكروبيوم الفموي لدى كل من المجموعتين، إلا أن هذه التغيرات اختلفت بين المشاركين الأصغر سنًا وكبار السن.
نتائج الدراسة والتغيرات الملاحظة
أظهرت الدراسة أن المجموعة الأكبر سنًا شهدت انخفاضًا ملحوظًا في بكتيريا Prevotella وزيادة في نمو بكتيريا Neisseria المفيدة بعد تناول عصير البنجر الغني بالنترات. بدأ المشاركون الأكبر سنًا الدراسة بضغط دم أعلى من المتوسط، والذي انخفض بعد تناول عصير البنجر، ولم يحدث هذا الانخفاض عند تناول المكمل الغذائي الوهمي.
كما أشار الباحثون إلى أن الأطعمة الغنية بالنترات يمكن أن تعدل الميكروبيوم الفموي بطرق قد تؤدي إلى تقليل الالتهاب وخفض ضغط الدم لدى كبار السن، مما يفتح الباب أمام دراسات أوسع لفهم تأثير العوامل الحياتية والنوع البيولوجي على استجابة الأفراد لمكملات النترات الغذائية.
الخاتمة
تسلط الدراسة الضوء على أهمية النترات في النظام الغذائي، خاصة لدى كبار السن الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. من خلال تحسين توازن البكتيريا الفموية وزيادة توفر أكسيد النيتريك، يمكن للنترات أن تساهم بشكل كبير في تحسين صحة الأوعية الدموية وتقليل مخاطر الأمراض القلبية. يُشجع الباحثون على استهلاك المزيد من الخضروات الغنية بالنترات مثل السبانخ والجرجير والشمر والكرفس والكرنب، لتحقيق الفوائد الصحية المرجوة. هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة نحو فهم أعمق للعلاقة بين النظام الغذائي والميكروبيوم الفموي وصحة الأوعية الدموية.