في دراسة حديثة نُشرت في مجلة PLOS للصحة العقلية، قام باحثون من جامعة أولو باستكشاف تأثير وجود شقيق مولود قبل الأوان (قبل 37 أسبوعًا من الحمل) على سلوك الأطفال المولودين في الموعد الطبيعي. شملت الدراسة أكثر من 65,000 طفل من أربع دول أوروبية، وخلصت إلى أنه لا يوجد دليل على أن الأشقاء الذين لديهم أخ مولود قبل الأوان يعانون من مشاكل سلوكية أكثر مقارنة بأقرانهم الذين لديهم أشقاء مولودين في الموعد الطبيعي.
منهجية الدراسة وتحليل البيانات
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات من 65,711 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 14 عامًا وأقل، وتم جمع البيانات من مجموعات ولادة في الدنمارك، النرويج، إيطاليا، وهولندا. تم تقسيم الأطفال إلى ثلاث مجموعات: الأطفال الذين لديهم على الأقل شقيق مولود قبل الأوان، الأطفال الذين لديهم فقط أشقاء مولودين في الموعد الطبيعي، والأطفال الذين ليس لديهم أشقاء.
استخدم الباحثون استبيانات تم ملؤها من قبل الآباء مثل قائمة السلوكيات للأطفال واستبيان القوى والصعوبات لتقييم السلوكيات الداخلية مثل القلق والاكتئاب، والسلوكيات الخارجية مثل الاندفاع والعدوانية وكسر القواعد. تم تحليل البيانات باستخدام منصة DataSHIELD، وهي منصة تتيح الوصول إلى البيانات عن بعد وتضمن حماية البيانات بالكامل.
النتائج الرئيسية للدراسة
أظهرت النتائج أن الأطفال الذين لديهم أشقاء مولودين قبل الأوان لم يظهروا فروقاً كبيرة في النتائج السلوكية مقارنة بالأطفال الذين لديهم فقط أشقاء مولودين في الموعد الطبيعي. في المقابل، لوحظ أن الأطفال الذين ليس لديهم أشقاء لديهم مستويات أعلى من السلوكيات الداخلية والخارجية.
تحدت هذه النتائج الافتراضات السابقة حول تأثير الولادة المبكرة على سلوك الأشقاء، وأكدت على أهمية إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال لاستكشاف هيكل الأسرة والصحة العقلية بشكل أعمق.
أهمية البحث المستقبلي والدعم المستهدف
بالرغم من أن الدراسة الحالية لم تجد دليلاً على وجود خطر سلوكي مرتبط بوجود شقيق مولود قبل الأوان، فإنها تسلط الضوء على الحاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث. يشير الباحثون إلى أن الصحة العقلية للأشقاء وحجم العينات الأكبر للمجموعات الفرعية المحددة يجب أن تدرج في الدراسات الطولية المستقبلية.
يؤكد الباحثون أن التحقيق المستمر يمكن أن يوفر أدلة أساسية لدعم مستهدف، خاصة إذا أظهرت الدراسات المستقبلية وجود نقاط ضعف معينة بين أشقاء الأطفال المولودين قبل الأوان.
الخاتمة
توصلت الدراسة إلى استنتاج مفاده أن وجود شقيق مولود قبل الأوان لا يشكل بالضرورة عاملاً مؤثراً على السلوكيات السلبية للأطفال المولودين في الموعد الطبيعي. ومع ذلك، فإن الأطفال الذين ليس لديهم أشقاء أظهروا مستويات أعلى من السلوكيات الداخلية والخارجية، مما يشير إلى أن هيكل الأسرة يلعب دورًا هامًا في التطور السلوكي للأطفال. تستدعي هذه النتائج مزيدًا من البحث لفهم الآثار المحتملة للولادة المبكرة على الأسرة بشكل أعمق، ولتحديد الدعم المناسب للأسر التي قد تكون معرضة لخطر أكبر.