تكييف تدخل “البدايات الصحية” لدعم الأمهات اللاتينيات وأسرهن

في خطوة هامة نحو تحسين ممارسات تغذية الرضع بين الأمهات ذوات الدخل المنخفض، تم تطوير برنامج “البدايات الصحية” في أستراليا ليتم تكييفه لاحقًا ليتناسب مع احتياجات الأمهات اللاتينيات وأفراد أسرهن الموثوق بهم في جنوب كاليفورنيا. من خلال دمج ملاحظات الأمهات ومقدمي الرعاية، سعى الباحثون إلى تحديد المعاني الثقافية الرئيسية وديناميكيات الأسرة لتشكيل كيفية تقديم التدخل.

أهمية التوافق مع القيم الثقافية

أوضحت الدكتورة تشيني، الأستاذة المشاركة في الطب الاجتماعي والصحة العامة، أن فعالية التدخل تعتمد على التوافق مع القيم الثقافية والتجارب المعيشية للعائلات المستهدفة. وأكدت أن الأمهات اللاتينيات والنساء الكبيرات مثل الجدات يلعبن دورًا محوريًا في الصحة والرفاهية الأسرية، لذا كان من الضروري أن يعكس تصميم التدخل معتقداتهن وممارساتهن والسياق الاجتماعي والعاطفي لحياتهن.

وأشارت تشيني إلى أن التوجهات الثقافية الحساسة تعتبر أساسية لتعزيز الثقة والتفاعل المستدام في سلوكيات الصحة. هذه المقاربة الجديدة تسلط الضوء على أهمية فهم السياقات الثقافية والاجتماعية التي تعيش فيها العائلات لتحقيق نجاح التدخلات الصحية.

عملية البحث والتكيف

انخرط الباحثون في دراسة شملت أمهات من جنوب كاليفورنيا الداخلية لأطفال تتراوح أعمارهم بين أربعة وستة أشهر، بالإضافة إلى مقدمي الرعاية وأعضاء مجموعة تصميم وتطوير التدخل. تم إجراء مقابلات نوعية واستطلاعات بين ربيع 2021 وشتاء 2022 لجمع البيانات التي سمحت بإجراء تعديلات على محتوى التدخل وطرق تقديمه.

تمثلت التغييرات في إدراج المعاني الثقافية حول تغذية الرضع، وصحة الأمهات النفسية، وممارسات التغذية، بالإضافة إلى تعديل طرق تقديم التدخل. كما تم زيادة عدد الجلسات، وتقليل مدة كل جلسة، وضم عمال صحة المجتمع لتسهيل عملية التقديم.

دور مقدمي الرعاية غير الأمومية

أبرزت نتائج الدراسة أهمية إشراك مقدمي الرعاية غير الأمومية في عملية التكيف. حيث أن هؤلاء المقدمين يلعبون دورًا محوريًا في الحياة اليومية للأطفال، مما ساهم في تشكيل برنامج يتماشى مع المجتمع ويضمن أن يكون التدخل فعالًا وملائمًا ثقافيًا ولغويًا.

أوضحت تشيني أن نجاح المشروع يبرز الحاجة إلى أن تأخذ التدخلات الصحية العامة في الاعتبار السياقات البيئية والاجتماعية الأوسع التي تعيش فيها العائلات.

أهمية إشراك المجتمعات المتنوعة ثقافيًا

تشدد الدراسة على أهمية إشراك المجتمعات المتنوعة ثقافيًا والمهمشة تاريخيًا في البحوث الصحية العامة. فالتدخلات المخصصة التي تحترم القيم المحلية تعزز من قبول واستدامة السلوكيات الصحية، مما يعود بالنفع على الأسر والمجتمعات.

أكدت تشيني أن التدخل المطور لأجل سكان لوس أنجلوس من أصل لاتيني يمثل نموذجًا للتدخلات المستقبلية ضد السمنة في المجتمعات المتنوعة في الولايات المتحدة.

الخاتمة

في الختام، يعكس تكييف برنامج “البدايات الصحية” للأمهات اللاتينيات في جنوب كاليفورنيا أهمية مراعاة القيم الثقافية والاجتماعية في تصميم التدخلات الصحية. من خلال إشراك مقدمي الرعاية غير الأمومية والمجتمعات المتنوعة، يمكن تحقيق نتائج صحية مستدامة وفعالة تلبي احتياجات الأسر المختلفة. يمثل هذا المشروع نموذجًا يمكن تطبيقه على المجتمعات الأخرى التي تواجه تحديات مماثلة، مما يعزز من فهمنا لأهمية التكيف الثقافي في تحسين الصحة العامة.

Scroll to Top