تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تحسين تشخيص أمراض القلب

في تطور ثوري في مجال الرعاية الصحية، تمكن باحثون من جامعة جونز هوبكنز من تطوير نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل صور القلب المهملة منذ فترة طويلة، جنبًا إلى جنب مع مجموعة كاملة من السجلات الطبية، للكشف عن معلومات مخفية عن صحة قلب المرضى. يمكن لهذا الابتكار أن ينقذ العديد من الأرواح ويجنب الكثيرين التدخلات الطبية غير الضرورية.

استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص أمراض القلب

أثبتت الأبحاث التي قادها فريق من جامعة جونز هوبكنز، والممولة من الحكومة الفيدرالية، أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له تأثير كبير في تحسين تشخيص أمراض القلب. وأوضح الباحثون أن هذا النظام لديه القدرة على التنبؤ بدقة عالية فيما إذا كان المريض معرضًا لخطر الموت القلبي المفاجئ أم لا، مما قد يؤدي إلى تحسين الرعاية الصحية وتقليل الحاجة إلى الإجراءات الطبية غير الضرورية.

تُظهر الدراسة المنشورة في مجلة Nature Cardiovascular Research أن النظام الجديد يتفوق بشكل كبير على الإرشادات السريرية الحالية المستخدمة في الولايات المتحدة وأوروبا في تحديد المرضى الأكثر عرضة لخطر النوبات القلبية المميتة.

تحديات تشخيص اعتلال عضلة القلب الضخامي

يُعد اعتلال عضلة القلب الضخامي واحدًا من أكثر أمراض القلب الوراثية شيوعًا، حيث يؤثر على فرد واحد من بين كل 200 إلى 500 شخص في جميع أنحاء العالم. ورغم أن العديد من المرضى يمكنهم العيش حياة طبيعية، إلا أن نسبة منهم معرضة بشكل كبير لخطر الموت القلبي المفاجئ، وهو ما كان من الصعب على الأطباء تحديده بدقة حتى الآن.

أظهرت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحلل بيانات متنوعة وسجلات طبية لتحديد المرضى الأكثر عرضة للخطر، مما يوفر وسيلة أكثر فعالية في العلاج مقارنة بالإرشادات التقليدية.

تأثير الذكاء الاصطناعي على تحسين الرعاية الصحية

يعتبر النظام الجديد، المعروف باسم MAARS، خطوة كبيرة نحو تحسين التنبؤ بالمخاطر الصحية. من خلال استكشاف جميع المعلومات المتاحة في صور الرنين المغناطيسي للقلب، يمكن للنظام تحديد الأنماط الحرجة للتلف والندوب في عضلة القلب التي قد تزيد من خطر الموت القلبي المفاجئ.

اختُبرت فعالية هذا النظام في مستشفيات مثل مستشفى جونز هوبكنز ومعهد سانجر للقلب والأوعية الدموية في نورث كارولينا، وأظهرت النتائج أن النظام كان دقيقًا بنسبة 89% بشكل عام، و93% للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا، وهي الفئة العمرية الأكثر عرضة للخطر بين مرضى اعتلال عضلة القلب الضخامي.

الخاتمة

باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن للأطباء الآن تحسين قدرتهم على التنبؤ بالمخاطر الصحية القلبية وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى. يمثل هذا النظام نقلة نوعية في مجال الطب القلبي، حيث يتيح للأطباء فهمًا أعمق لحالة المرضى الصحية وتقديم خطط علاجية تتناسب مع احتياجاتهم الفردية. ومع استمرار الأبحاث والتطوير، يمكن أن يمتد تطبيق هذا النموذج ليشمل أنواعًا أخرى من أمراض القلب، مما يعزز من قدرة الأطباء على التعامل مع مجموعة واسعة من الحالات الصحية القلبية المعقدة.

Scroll to Top