يُعتبر سرطان الثدي من الأمراض التي شهدت تحسنًا ملحوظًا في معدلات البقاء على قيد الحياة بفضل التقدم في الكشف والعلاج. ومع ذلك، فإن عودة ظهور سرطان الثدي بعد العلاج الأولي لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا، حيث تكون الخيارات المتاحة محدودة وتقتصر على العلاجات المستمرة التي لا يمكنها القضاء على السرطان بشكل كامل.
فهم مرحلة الخلايا النائمة
تُعد الخلايا النائمة أو ما يُعرف بالمرض المتبقي الأدنى (MRD) من التحديات الكبيرة في علاج سرطان الثدي. هذه الخلايا يمكن أن تبقى في حالة سبات لسنوات أو حتى عقود قبل أن تعاود النشاط وتؤدي إلى انتشار السرطان في الجسم.
أظهرت الأبحاث السابقة التي قادها الدكتور لويس تشودوش أن الخلايا النائمة لا تظهر في الفحوصات التقليدية لأنها غير نشطة وتتوزع في أنحاء الجسم. وتبين أن هذه الخلايا تُشكل فرصة للتدخل والقضاء عليها قبل أن تتحول إلى مرض عدواني منتشر.
التجارب السريرية واستخدام الأدوية الحالية
أجرى الباحثون تجربة سريرية من المرحلة الثانية شملت 51 ناجٍ من سرطان الثدي، حيث أظهرت النتائج أن الأدوية الحالية يمكن أن تزيل الخلايا النائمة لدى 80% من المشاركين. وبلغ معدل البقاء على قيد الحياة دون عودة المرض خلال ثلاث سنوات أعلى من 90% للمرضى الذين تلقوا دواءً واحدًا و100% للمرضى الذين تلقوا كلا الدواءين.
تعتمد هذه الأدوية على استهداف عمليات الأوتوفاجي والإشارات الخلوية (mTOR) التي تعتبر آليات رئيسية لبقاء الخلايا السرطانية في حالة سبات.
نتائج واعدة وتحفيز المزيد من الأبحاث
تشير النتائج إلى أن استراتيجية مراقبة واستهداف الخلايا النائمة يمكن أن تمنع عودة المرض بشكل لا يمكن علاجه. وقد أعربت الدكتورة أنجيلا دي ميكيل عن أملها في أن تُحفز هذه النتائج المزيد من الأبحاث في هذا المجال.
التجربة السريرية CLEVER أظهرت أنه بعد متابعة متوسطة بلغت 42 شهرًا، فقط مريضان من المشاركين عانا من عودة السرطان، مما يعزز من فعالية هذه العلاجات.
الخاتمة
تُظهر هذه الدراسة أن هناك أملًا حقيقيًا في تطوير علاجات جديدة تستهدف الخلايا النائمة وتمنع عودة سرطان الثدي. النتائج التي توصلت إليها هذه الأبحاث تُعطي الأمل للعديد من الناجين من سرطان الثدي وتفتح الباب أمام المزيد من الاكتشافات المستقبلية في هذا المجال الحيوي.