في خطوة طبية غير مسبوقة، أظهرت تجربة سريرية جديدة نسبة شفاء كاملة بنسبة 100% لدى مرضى سرطان المستقيم بعد تلقيهم علاجًا مناعيًا تجريبيًا. هذا الاكتشاف قد يمثل تحولًا جذريًا في مستقبل علاج السرطان ويمنح الأمل للعديد من المرضى حول العالم.
علاج مناعي بدون جراحة أو علاج كيميائي
أُجريت التجربة في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان في الولايات المتحدة، حيث تلقى 14 مريضًا مصابًا بسرطان المستقيم في مراحله المبكرة علاجًا بدواء مناعي يُعرف باسم “دوستارليماب” (Dostarlimab) على مدى ستة أشهر.
بشكل غير متوقع، أظهرت نتائج الفحوصات أن الأورام قد اختفت تمامًا لدى جميع المشاركين. لم يكن هناك حاجة لأي نوع من العلاجات التقليدية مثل الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو الكيميائي، كما لم تسجل أي مضاعفات خطيرة أو آثار جانبية كبيرة لدى المرضى خلال فترة المتابعة.
كيف يعمل العلاج؟
دوستارليماب هو أحد مثبطات نقاط التفتيش المناعية، ويعمل عن طريق إزالة “الفرامل” التي تمنع الجهاز المناعي من مهاجمة الخلايا السرطانية. يسمح هذا العلاج للجهاز المناعي بالتعرف على الخلايا السرطانية باعتبارها أجسامًا غريبة وتدميرها بكفاءة.
العلاج يستهدف الخلايا التي تعاني من خلل في آلية إصلاح الحمض النووي (MMR-deficient)، وهي حالة شائعة نسبيًا في بعض أنواع السرطان، مثل سرطان القولون والمستقيم.
ردود فعل الخبراء
وصف الباحثون هذه النتائج بأنها غير مسبوقة. وقال الدكتور لويس دياس، أحد الباحثين في الدراسة: “هذه هي المرة الأولى التي نحقق فيها مثل هذه النتائج الإيجابية الكاملة في علاج السرطان باستخدام العلاج المناعي فقط”.
رغم التفاؤل، شدد الخبراء على أن العينة صغيرة نسبيًا وأنه من الضروري إجراء تجارب أوسع وأكثر تنوعًا للتأكد من فعالية هذا العلاج على نطاق أكبر.
الخاتمة
تشير هذه النتائج الرائدة إلى إمكانية التوصل إلى علاجات فعالة وغير جراحية لبعض أنواع السرطان في المستقبل القريب. إذا أكدت التجارب المستقبلية نفس النتائج، فقد يكون دستارليماب أحد أهم الاكتشافات في علاج السرطان خلال العقود الأخيرة. إنها خطوة نحو طب أكثر دقة وفعالية، يعالج المرضى بأقل قدر من المعاناة، وبأمل أكبر في الشفاء الكامل.