تأثير سياسة الخط الأحمر التاريخية على سرطان الثدي: دراسة جديدة تكشف النقاب

تعتبر سياسة الخط الأحمر من السياسات الفيدرالية القديمة التي استهدفت تصنيف الأحياء بناءً على معايير عرقية واجتماعية واقتصادية، وقد كان لهذه السياسات تأثيراً طويل الأمد على العديد من الجوانب الصحية والاجتماعية، بما في ذلك معدلات الإصابة بسرطان الثدي وفرص النجاة بعد التشخيص. في هذه المقالة، سنستعرض كيف أن هذه السياسة القديمة لا تزال تؤثر على البيئة الصحية للأحياء وعلى حياة النساء المصابات بسرطان الثدي.

ما هو الخط الأحمر؟

بدأت إدارة الإسكان الفيدرالية (FHA) بتنفيذ سياسة الخط الأحمر في عام 1934، حيث كانت تقوم بمنح أو منع الوصول إلى القروض العقارية بناءً على تصنيف الأحياء. كانت الأحياء تُصنف من A إلى D، حيث كانت الأحياء التي تُصنف ب A تُعتبر الأفضل، بينما تُعتبر الأحياء المصنفة ب D خطرة وغير مرغوب فيها، وتم تمييزها باللون الأحمر على الخرائط.

استهدفت هذه السياسة الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية للأمريكيين من أصل أفريقي، مما أدى إلى عزلهم اقتصادياً واجتماعياً وجعلهم عرضة لظروف بيئية سيئة. ورغم أن هذه الممارسة أصبحت غير قانونية منذ عام 1968، إلا أن تأثيراتها لا تزال ملحوظة حتى اليوم.

تأثير الخط الأحمر على سرطان الثدي

وفقًا لدراسة أجرتها جامعة بوفالو، فإن سياسة الخط الأحمر التاريخية لها تأثير ملحوظ على عوامل سرطان الثدي وفرص النجاة بعد التشخيص. أوضحت الدراسة أن النساء اللاتي يعشن في أحياء مصنفة ضمن الخط الأحمر معرضات لخطر أعلى للموت خلال خمس سنوات من التشخيص، بغض النظر عن حالتهن التأمينية أو العلاجات التي يتلقينها.

تشير البيانات إلى أن النساء في الأحياء المصنفة ب B وC وD لديهن خطر موت أعلى بنسبة 1.29، 1.37، و1.64 مرة على التوالي مقارنةً بالنساء في الأحياء المصنفة ب A. كما أن هذه الأحياء تشهد انتشارًا أعلى للعوامل التنبؤية السيئة مثل الأورام المتقدمة والمستقبلات الهرمونية السلبية.

العوامل البيئية والاجتماعية

تربط الدراسة بين تدهور البيئة الحضرية في المناطق المصنفة ضمن الخط الأحمر وبين زيادة عوامل الخطر لسرطان الثدي. فالأحياء المتضررة شهدت بناء طرق سريعة ومنشآت صناعية، مما يزيد من مستويات التلوث ويقلل من المساحات الخضراء والأماكن العامة.

تؤكد الدراسات أن الفقر وقلة فرص التعليم وضعف الوصول إلى الرعاية الصحية تسهم جميعها في زيادة معدلات الإصابة بسرطان الثدي في هذه الأحياء. لذا، فإن تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية يمكن أن يساعد في تقليص الفجوة الصحية وتحسين فرص النجاة.

الجغرافيا والتفاوت الإقليمي

كشفت الدراسة أيضًا عن تفاوتات جغرافية في تأثير الخط الأحمر على سرطان الثدي، حيث أظهرت اختلافات في العوامل الخطرة بين المناطق في الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال، تحتاج المناطق الجنوبية إلى التركيز على تقليل السمنة والتدخين، بينما تحتاج المناطق الغربية إلى تحسين الوصول إلى الفحوصات الطبية الدورية.

الخاتمة

تلخص نتائج الدراسة أن سياسة الخط الأحمر قد أرست أسساً لبيئات غير صحية تؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة، وخاصة سرطان الثدي. ورغم أن هذه السياسة ألغيت رسميًا منذ زمن، إلا أن آثارها المستمرة تستدعي اتخاذ إجراءات لتحسين الظروف المعيشية والصحية في الأحياء المتضررة.

Scroll to Top