تأثير حمض الأوليك على زيادة الخلايا الدهنية وعلاقته بالسمنة

أصبحت السمنة من أكبر التحديات الصحية في القرن الحادي والعشرين، مع تزايد البحث عن الأسباب البيولوجية والبيئية التي تسهم في انتشارها. من بين هذه الأسباب، يلعب نوع الدهون في النظام الغذائي دورًا حاسمًا في التأثير على معدلات السمنة. أحدث الدراسات تشير إلى دور حمض الأوليك، وهو نوع من الدهون الأحادية غير المشبعة، في تعزيز تكوين الخلايا الدهنية في الجسم، مما يساهم في زيادة الوزن إذا لم يتم التحكم فيه بشكل مناسب.

حمض الأوليك ودوره في تكوين الخلايا الدهنية

في دراسة حديثة أجرتها جامعة أوكلاهوما بالتعاون مع جامعات ييل ونيويورك، تم تسليط الضوء على تأثير حمض الأوليك في تكوين الخلايا الدهنية. وُجد أن هذا الحمض يساهم في زيادة إنتاج الخلايا الدهنية من خلال تعزيز بروتين يسمى AKT2 وتقليل نشاط بروتين آخر يعرف بـ LXR. هذه التفاعلات البيولوجية تؤدي إلى تسريع نمو الخلايا السلفية التي تتحول إلى خلايا دهنية جديدة.

أوضح الدكتور مايكل رودولف، أستاذ مساعد في الكيمياء الحيوية والفيزيولوجيا في جامعة أوكلاهوما، أن أنواع الدهون التي يستهلكها الناس تغيرت بشكل ملحوظ خلال فترة انتشار السمنة. وأشار إلى أن مجرد الإفراط في تناول الدهون ليس السبب الوحيد للسمنة، بل أن نوعية الأحماض الدهنية التي تشكل الزيوت في النظام الغذائي تلعب دورًا مهمًا في ذلك.

تجارب عملية على الحيوانات

تم إجراء تجارب على الفئران باستخدام أنظمة غذائية متخصصة تحتوي على أنواع مختلفة من الأحماض الدهنية، بما في ذلك تلك الموجودة في زيت جوز الهند وزيت الفول السوداني والحليب والدهن وزيت الصويا. من بين جميع الأحماض الدهنية التي تم اختبارها، كان حمض الأوليك هو الوحيد الذي تسبب في زيادة انتشار الخلايا السلفية التي تعطي الخلايا الدهنية بشكل أكبر من الأحماض الدهنية الأخرى.

قال رودولف في وصفه لهذه العملية: “يمكنك التفكير في الخلايا الدهنية كجيش، وعندما تعطي حمض الأوليك، فإنه يزيد من عدد ‘جنود الخلايا الدهنية’ في الجيش، مما يخلق قدرة أكبر على تخزين العناصر الغذائية الزائدة من النظام الغذائي.”

تحديات تطبيق النتائج على الإنسان

رغم النتائج الواضحة في الفئران، فإن تطبيق هذه النتائج على الإنسان يواجه تحديات فريدة. البشر عادة ما يستهلكون مزيجًا معقدًا من الأحماض الدهنية في وجباتهم، سواء كانت من القهوة مع الكريمة أو السلطة مع الغداء أو اللحم والمعكرونة مع العشاء. ومع ذلك، أكد رودولف على أن مستويات حمض الأوليك في الإمدادات الغذائية تزداد، خاصة عندما يكون الوصول إلى تنوع الطعام محدودًا والوجبات السريعة خيارًا ميسور التكلفة.

الخاتمة

تظهر الدراسات الحديثة أن حمض الأوليك يمكن أن يكون له تأثيرات كبيرة على تكوين الخلايا الدهنية وزيادة خطر السمنة. ومع أن هذه النتائج تبرز أهمية مراقبة مستويات هذا الحمض في النظام الغذائي، إلا أن الاعتدال هو المفتاح. تناول الدهون من مصادر متنوعة يمكن أن يكون مفيدًا، لكن المستويات العالية والمطولة من حمض الأوليك قد تكون ضارة، خاصة لأولئك الذين لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب. لذلك، من المهم الحفاظ على توازن صحي في تناول الدهون للحفاظ على الصحة العامة.

Scroll to Top